ماذا فعل السيسي في روسيا؟!
دعكم مما تسرب من مصادر روسية -روسية- من إتمام صفقة المروحية الروسية الرهيبة "كا 52" أو "كاموف 52" وهو اسمها الحقيقي.. وال "كاموف" موجودة بالفعل في الجيش المصري، ولكن الإعلان الروسي يتعلق بالنسخة البحرية من المروحية ذات مواصفات خاصة!
ونقول: بعيدا عن ذلك وبعيدا أيضا عن أي أحاديث عن مفاوضات أخرى لشراء أنواع أخرى لأسلحة روسية بعضها قد يكون في حينه مفاجأة، أو ما تم الاتفاق عليه اقتصاديا وتجاريا، فإن المؤكد أن ما جرى في "سوتشي" يمكن وصفه بـ "الحوار" الأوسع والأكبر على الإطلاق بين القارة الأفريقية ودولة من الدول..
ولذلك لا تتوقف المكاسب المصرية على مجرد إجراء الحوار ولا -حتى - يتوقف على القفز بحجم الاستثمارات الروسية والتبادل التجاري مع أفريقيا وتستحوذ مصر على النسبة الأكبر منه.. وانما عيوننا لا تناقش ما أعلن في المؤتمر إذ إن المنطقي أن نبحث عن غير المعلن.. أو للدقة ما لن يعلن.. فروسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي بصمته في أفريقيا موجودة حتى اللحظة.. أشار إليها الرئيس السيسي بذكاء عندما تحدث عن دعم هذا "الاتحاد السوفيتي" مع مصر وقتها لحركات التحرر الأفريقية حتى تحرت البلدان السمراء بالفعل..
ولم يكن كقوى غربية أخرى كانت هي المستعمر بعينه!.. وساهم الاتحاد السوفيتي في التنمية في أفريقيا -كما فعل في مصر وقتها- بقروض ميسرة للغاية تسدد على آجال طويلة جدا كنهج الدول الاشتراكية وقتها في الإقراض، وليس كدول غربية أخرى جاءت واغرقت دولا أفريقية في ديون تفوق قدرتها وإمكانياتها!
الآن.. مصر بوابة روسيا لأفريقيا.. ويسبق روسيا أن كانت مصر بوابة الصين إلى أفريقيا.. وكلا من روسيا والصين تتقارب رؤيتهما في عدد كبير من القضايا مع مصر، حتى يكاد الموقف الروسي من ليبيا يتطابق مع مصر حتى تسعى الآن حكومة "السراج" إلى إغراء "بوتين" بمشاريع في ليبيا ليتراجع عن موقفه!
السؤال: عندما يتزايد التعاون المصري الروسي، والمصري الصيني في أفريقيا سيكون على حساب من الدول التي تسللت لأفريقيا السنوات الأخيرة؟ وإحلالا لأدوارهما بدلا عنها؟ وعندما يتزايد الاعتماد الأفريقي على روسيا والصين بتواجد مصري فاعل ورئيسي فسيكون على حساب من تحديدا؟!