رئيس التحرير
عصام كامل

الناتو يبحث اقتراحًا ألمانيا لتشكيل قوة حماية شمالي سوريا

فيتو

قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور إن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أبلغها بأنه ينظر بإيجابية لاقتراحها بإنشاء منطقة حماية في شمال سوريا، وذلك على هامش لقاء جمع بين الإثنين في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وأشارت الوزيرة إلى أن ستولتنبرج رحب بمشاركة حلف الناتو في تقديم مقترحات لحل الصراع في سوريا سياسيًا، مشددًا على ضرورة أن يشمل الحل السياسي مشاركة جميع الأطراف المعنية. وقالت الوزيرة الألمانية إنها ستتاح لها الفرصة لعرض عناصر مقترحاتها على الشركاء في الناتو.

ومن المقرر أن يبدأ وزراء دفاع الناتو اليوم الخميس (24 أكتوبر) اجتماعا، يستمر على مدار يومين، للإعداد لقمة الحلف المقررة في ديسمبر. ومن المرجح أن يهيمن التوغل التركي الأخير في الأراضي السورية على جدول أعمال الاجتماع.

وكانت القوات المسلحة التركية قد شنّت عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الميليشيات الكردية والتي تصنفها حكومة أنقرة كمنظمة إرهابية، وهي القوات التي كانت في وقت ما حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش".

واشنطن ترفض المشاركة
بيد أن الولايات المتحدة استقبت الاجتماع بالتعبير عن رفضها المشاركة في قوة الحماية السورية التي اقترحت ألمانيا تشكيلها. ويأتي ذلك رغم ترحيب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بمبادرة نظيرته الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور.

وقال إسبر إن الولايات المتحدة ستدعم المقترح "سياسيا" إذا ما اشترك الأوروبيون في تشكيل القوة التي ستستقر شمال سوريا. لكنه أضاف: "لا نعتزم إرسال أي قوات برية أو المشاركة بأي شيء آخر في هذه العملية".

وينتظر أن يندد إسبر في كلمته اليوم الخميس بأفعال تركيا الدولة الحليفة في الناتو. فوفقا للتصريحات المعدة سيقول إسبر إن أفعال تركيا تعرض التقدم الذي تحقق في سوريا للخطر. ولم يكن لبيانات وزارة الدفاع (البنتاغون) التي تنتقد تركيا في الشهر الماضي تأثير يذكر على أنقرة.

وقالت ريتشيل ريزو، الباحثة بمركز الأمن الأمريكي الجديد، إن إسبر لديه خيارات محدودة لمعاقبة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، وأضافت أنه "بالنسبة للعقاب على مستوى حلف شمال الأطلسي، لا أرى حقيقة ما هو الممكن"، وقالت إن أوروبا نظرت إلى قرار ترامب في البداية بالانسحاب من شمال شرق سوريا باعتباره ضوءا أخضر لتركيا بشن غزوها وأحدث مؤشر على أنه لا يمكنها الاعتماد على إدارة ترامب.

منظمة ألمانية تحذر
وحذرت منظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين من إنشاء منطقة أمنية في شمالي سوريا.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة غونتر بوركهارت لوكالة الأنباء الألمانية : "من يبني أسوارا ويقلّص طرق وصول شرعية ويعول على انغلاق وحشي ويدعم حاليا تأسيس منطقة يفترض أنها آمنة في سوريا، يتحمل مسئولية المشاركة في الموت والتشريد... هدف تركيا بإجبار لاجئين سوريين على السكن هناك يعد أمرا غير مقبول".

وكانت كرامب-كارنباور قد اقترحت يوم الإثنين الماضي تشكيل منطقة آمنة في شمال سوريا بهدف استئناف القتال ضد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، وأيضًا لتعزيز إعادة الإعمار وتسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم.

ولم تتحدث الوزيرة زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عن كيفية تشكيل هذه القوة وما إذا كان الجيش الألماني سيشارك فيها أم لا. كما أنها لم تتطرق إلى روسيا ودورها المحتمل مع العلم أنها القوة الفاعلة على الأرض.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية