رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: شارة "كابتن المنتخب" وأشياء أخرى تؤكد أن مهنة الصحافة في خطر

زغلول صيام
زغلول صيام

لا أبرئ نفسي أو غيري، فكما انتقد المسئول صاحب القرار سواء كان وزيرا أو مديرا فنيا أو موظفا لابد أن ابدأ بنفسي والحقيقة الواضحة وضوح الشمس أننا كإعلاميين تحولنا إلى مشجعين، وباتت المهنية في خطر وأصبحنا ندافع عن لون فانلة دون النظر إلى المصلحة العامة.


أزعم أني من جيل كان من الصعب أن تكتشف هوية الناقد الرياضي إلا إذا تولي قيادة منظومة إعلامية في هذا النادي أو ذاك، ولكن كانت هناك مهنية، ولكن الواضح الآن وضوح الشمس أن المهنية غابت وتحول الملعب إلى ساحة تنافس بين الاعلاميين أنفسهم قبل الجماهير، وبات من المهم أن يكون هناك فصل للقوات!

وفي ظل تلك الأجواء المتعصبة لم يعد هناك نظرة للمصلحة العامة وبات كل فريق من الإعلاميين لا يقف عند تشجيع فريقه، بل تمني خسارة منافسه لاسيما وان كانت المواجهة دولية، رغم أن هذا الفريق أو ذاك يلعب باسم مصر، ولم يعد هناك حتى حياء من المصارحة بذلك وفي سبيل ذلك تراجعنا إلى الوراء في الرياضة.

أصبحنا في موقف لا نحسد عليه بعد أن كنا يوما ما مضرب المثل في المهنية خاصة في المجال الرياضي، واستعان جميع الأشقاء العرب بالإعلاميين المصريين من أجل التطوير فسبقونا ونحن محلك سر.. وأصبح هذا أو ذاك يسعى لنشر سلبيات الفريق المنافس أو أوجه النقص لديه حتى يستفيد منها منافسه وهو أمر في غاية الخطورة ولم نتوقف عند هذا بل أصبحنا نفتعل المشكلات حتى صارت المصادر تتشكك فينا وتسعي جاهدة لإخفاء المعلومات.

ومنذ ساعات لم يعد لدينا حديث سوي شارة كابتن منتخب مصر والأزمة وأحمد فتحي يرفض وصلاح يراقب وحجازي دخل على الخط وهو الأمر الذي يؤكد اننا من نفتعل الفتنة الكروية فقد سافرت كثيرا مع المنتخب وتعرفت عن قريب على نجوم المنتخب وأعرف أخلاقياتهم جيدا، والمؤكد أن محمد صلاح لم يطلب ولا يشغل نفسه بهذا الأمر، ولا أحمد فتحي ولا غيره يتحدث في الموضوع، لأن هناك أمور متعارفا عليها ولم يفتحها أحد بالنسبة لشارة القيادة، ولكن نحن على مدار الساعات الماضية لا نتحدث إلا عن الأزمة، والواقع أن أحدا من الجهاز الفني تحدث في الأمر ولكن نحن أساتذة في فن تصدير الأزمات.

ياناس: "البدري لسه بيقول يا هادي" ولابد أن يقف الجميع وراءه وينحي الانتماءات جانبا لمصلحة مصر.. ثم هناك أزمة أخرى وهي أزمة توقف الدوري، وكل طرف يري أنه الأحق ورغم تحفظي على طريقة الحل، ولكن لابد أن أعطي نفسي مساحة لفهم ما يدور، لأن هناك أمورا لا يمكن أن تتم مناقشتها في الإعلام خاصة فيما يتعلق بتأمين مباراة ورأي الأمن فيها.

أمور كثيرة يجب أن ننظر فيها للمصلحة العامة والابتعاد عن النظرة الانتقادية أو المصلحة الشخصية إذا كنا فعلا جادين في أن نكون أحد أدوات تطوير هذا البلد، لأن هناك أطراف تسعي لإعادتنا للوراء وهم أعداء الوطن وما أكثرهم.

هناك اتحاد للثقافة الرياضية يرأسه الزميل اشرف محمود لابد أن يقوم بدوره، وهذا الدور لابد أن يبدأ من عندنا نحن الإعلاميين قبل الجماهير والمسئولين لأننا في اشد الحاجة لذلك حتى تعود المهنية وأمور أخرى.

وفي النهاية كتبت هذا بمحض إرادتي وإيمانا بأن مهنتنا في خطر وكل يوم نضعفها أكثر.. أتمني أن نعود درعا وسيفا للوطن.. والله ولي التوفيق.
الجريدة الرسمية