رئيس التحرير
عصام كامل

سر عداء الـ "بي بي سي" لمصر!


كان "كامبل بنرمان" رئيس وزراء بريطانيا العظمي وقتها يبحث عن كيفية بقاء الاستعمار الغربي والبريطاني تحديدا لبلادنا أطول فترة ممكنة.. بدأت إرهاصات الثورات هنا وهناك.. فدعا إلى مؤتمر سمي باسمه، وانعقد في لندن عام 1905 واستمر لعامين انتهى عام 1907.. وصدرت عن المؤتمر قرارات وتوصيات صنفت مناطق وقارات العالم، وأكدت أن لا أمريكا الجنوبية ولا آسيا ولا أفريقيا مهما بلغت هذه الأماكن من تخلف، لكنها في الأخير لا تتصادم مع الحضارة الغربية..


ولا توجد منطقة خطرة على الحضارة الغربية إلا البلاد العربية.. لها لغة واحدة وديانات واحدة وأحلام وطموحات وآلام واحدة وتاريخ مشترك وجغرافيا متصلة وثروات هائلة، وموقع يتوسط العالم، ولا حل إلا أن تبقي دائما مجزأة.. مختلفة.. متصارعة.. بين أهلها خلافات والأفضل زرع كيان غريب عنها يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ثم عدد من المقررات الأخري!

في 1917 -وانظروا إلى التواريخ والتزامها بالمخطط- كان وعد بلفور، و1922 تأسست البي بي سي، وفي 1923 تحولت إلى مؤسسة إعلامية شبه حكومية، و1928 تأسست جماعة الإخوان، و1938 انطلق القسم العربي من الـ بي بي سي، و1939 إنهاء الانتداب الفرنسي على لواء الإسكندرون السوري، لتحتله تركيا بما يبرز العداء للعرب وحدهم، رغم أن الأتراك مسلمين، و1948 إعلان قيام دولة إسرائيل!

وهكذا.. تأسس الذراع الإعلامي للمشروع الاستعماري الغربي الذي قادته بريطانيا، ووضعت أسسه في لندن بالمؤتمر المذكور.. وبريطانيا تدرك أن هذه المنطقة بها إقليم قائد أو دولة قائدة إذا قويت قويت معها المنطقة كلها والعكس صحيح.. لذا تتغير حكومات بريطانيا ويموت ملك وتحكم ملكة أو العكس.. ولكن يبقي المخطط الإستراتيجي والمشروع الاستعماري ثابتا لا يتغير تشرف عليه المخابرات البريطانية بنفسها، وجزء منه أوكلته لـ ال بي بي سي!

نحن فقط من نغير استراتيجياتنا فنبدل العدو صديقا والصديق عدوا.. ونصحح الآن -رغم خسارة كبيرة- أخطاء كثيرة.. ومن لا يصدق عليه أن يراقب تطور العلاقات المصرية الروسية وحدها!

في معركة الوعي -وروينا الأسباب السابقة عشرات المرات السنوات الماضية بكل الوسائل الإعلامية المتاحة- يجب أن يعرف ويفهم الناس أصول الموضوعات.. حتى لا تنشطر في عقولهم أسئلة من أسئلة.. ثم يتهموننا بتوهم التآمر.. رغم أن المتآمر نفسه لا ينكر.. بل لا ولم يخف مقررات المؤتمر المذكور.. نحن أيضا من ابتلينا وحدنا بنخبة تجادل من أجل جدل نفسها فيه، ويمنحها الرفض قيمة حتى لو كانت وهما في وهم!
الجريدة الرسمية