«الخفر».. كارثة جديدة تهدد بضرب الموسم السياحي.. رصد عمليات نصب على السائحين.. «المرشدين السياحيين» تحذر «الآثار».. والأسواق البديلة الفرصة الأخيرة لإنعاش القطاع
خلال السنوات الماضية، وتحديدًا على خلفية ما يمكن وصفه بـ«الحصار الدولي» الذي تعرضت له السياحة المصرية، لجأت وزارة السياحة إلى تنفيذ استراتيجية جديدة، وذلك في إطار محاولاتها الدائمة إنعاش القطاع، الذي ظل يعاني طوال أكثر من 8 سنوات.
الأسواق البديلة
وتركزت «استراتيجية السياحة» على الأسواق الجديدة التي أصبحت بمرور الأيام البديل الأفضل للسياحة الروسية والإنجليزية التي انقطعت عن مصر، بعد سنوات من تصدرهما جدول ترتيب السياحة الوافدة لمصر بكل من الغردقة وشرم الشيخ.
وكانت في مقدمة الأسواق الجديدة التي طرقت «السياحة» أبوابها دول أوكرانيا وألمانيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، حيث جاءت مصر على رأس قائمة اهتمامات سائحي تلك الدول، لكن ما زالت تواجه السياحة عددا من العقبات البسيطة، التي تساهم في استمرار الصورة الذهنية السيئة التي كونها السائح الغربي عن السياحة المصرية، فتحت عبارة «دول أجانب، فلوسهم حلال» انتشرت عمليات البلطجة واستغلال السائحين وبيع المقتنيات بأضعاف أسعارها، وخاصة في المناطق الأثرية.
ووقع السائح فريسة سهلة لكل من باعة التحف والمستنسخات الأثرية وأصحاب الخيول وبائعي البازارات والخرتية وسائقي التاكسي وغيرهم، حيث يحاول كل منهم «تقليب السائح» بأي طريقة ممكنة، وانضم إلى الفئة السابقة «الخفر» التابعون لوزارة الآثار لحراسة المقابر والمعابد الأثرية، والذين تقع عليهم مسئولية حماية الآثار من اللمس ومنع التصوير، خاصة المناطق الممنوع فيها التصوير وعدم استخدام الفلاش داخل أماكن أخرى يسمح فيها بالتصوير.
استغلال
وحول هذه الأزمة قال ناصر الشامي، سكرتير عام نقابة المرشدين السياحيين: خفر وزارة الآثار استغلوا قرار الوزارة بعدم السماح للمرشدين السياحيين بالدخول إلى المقابر أو آثار وادي الملوك أو داخل الهرم الأكبر لتقديم الشرح للوفود السياحية؛ نظرًا لضيق المساحات داخل تلك الأماكن، ليقوموا باستدراج أفراد من الوفود السياحية عن طريق التقاط صور تذكارية لهم في مناطق لا يسمح فيها بالتصوير، وطلب أموال منهم مقابل ذلك، لا سيما وأن هذه الأماكن لا تتواجد فيها خدمات أمنية، خاصة أن المقابر الفرعونية تثير فضول السائحين.
وأضاف: الأمر لم يتوقف عند تلك النقطة بل امتد لوقائع نصب على السائحين، وخاصة في آثار منطقة سقارة والهرم الأكبر، حيث بدأ الخفر هناك بيع قطع من الحجارة المقلدة للسائحين على أنها قطع من الأثر، والتجارة في التحف والمستنسخات، بالإضافة إلى ظهور نوع آخر تحت مسمى «العبادة» فيها يقوم الخفر باستدراج أفراد لديهم إيمان داخلي بوجود طاقة إيجابية داخل بعض الأماكن الأثرية في مصر مثل «الإله سخمت» الموجود بمعبد الكرنك، وغرفة الدفن بهرم خوفو وبعض المقابر، من خلال ممارسة بعض الطقوس تحت مبدأ العلاج بالطاقة، خاصة أن دخول بعض تلك المناطق يتطلب وجود تصريح من وزارة الآثار، وذلك عن طريق دفع أموال للخفر، ومنطقة سقارة ومعبد الكرنك والمعابد بالأقصر وأسوان والهرم الأكبر والمقابر الفرعونية هي أكثر الأماكن التي يتعرض فيها السائحون لعمليات نصب من الخفر مستغلين الأماكن الواسعة أو الأماكن التي يمنع فيها دخول المرشدين السياحيين مع الأفواج السياحية بسبب ضيق المساحة داخلها، والنقابة تقدمت بالعديد من الشكاوى لوزارة الآثار لمواجهة تلك الظاهرة ولكن دون جدوى.
من جهته أوضح وجيه جمال، ممثل الاتحاد الدولي للمرشدين السياحيين، أمين عام نقابة المرشدين السياحيين الأسبق، أن «الخفر يقدمون في بعض الأحيان شرحا خاطئا للوفود السياحية في الأماكن التي يمنع فيها دخول المرشدين السياحيين لتقديم الشرح، ويطلب الخفير في النهاية نقودا عن طريق بعض الإشارات الخاصة بذلك، مما كوّن فكرة سيئة عن السياحة المصرية لدى الغرب، وهي حالات تكررت كثيرا مع المرشدين السياحيين الذين رفضوا تحرير محاضر للخفير بالحصول على أموال بغير حق بسبب ارتباطهم بجدول عمل يومي مع الوفود السياحية التي يقومون بخدمتها».
"نقلا عن العدد الورقي..."