الحزب الجمهوري يعلن الحرب على الإخوان.. "توماس شيا" نائب واشنطن يتهم الجماعة بتدمير الحضارة الغربية.. تحاول فرض الفكر الديني على القيم الأوروبية.. وباحث: أتوقع اقتلاع التنظيم من جذوره قريبا
عاد الحزب الجمهوري الأمريكي الحاكم، للهجوم الشرس على جماعة الإخوان الإرهابية، بعد فترة من الابتعاد عن قصف الجماعة، انتظارًا للقرار المزمع اتخاذه من الرئيس ترامب بإعلان الإخوان جماعة إرهابية، وقال على لسان ماثيو توماس شيا، أحد أبرز قياداته، ونائب الحزب عن ولاية واشنطن، أن الجماعة مدفوعة لتدمير الحضارة الغربية من الداخل.
سام منسي: ما يحدث في لبنان لا يمكن فصله عن أحداث الإقليم وأطماع أردوغان والإخوان
انعزال الإخوان
النائب الجمهوري البارز، يتخوف من احتمال تفشي العنف والصراع في المستقبل، بسبب الأيدلوجيا العنيفة للجماعة، والتيارات الدينية المنبثقة منها، في ظل حالة الجمود التي يتبعها الإسلاميون في الغرب، وعدم بذل أي محاولة منهم، للتقارب مع قيم المجتمع المفتوح والتعددية، وقبل كل ذلك فصل الدين عن السياسة، وجعل الالتزام الديني شأنا شخصيًا، فلا علاقة ولا مصلحة لعموم المجتمع في أن يكون الفرد متدينا أو غير متدين.
وعلى مدار عقود مضت، والإسلاميين وخاصة الإخوان، يحاولون فتح ثغرات في المجتمعات الغربية، خاصة بعدما حصلوا على جنسيات هذه البلدان، وأصبح لهم حق التصويت والانتخاب، وطوال الوقت وهم يحاولون فرض أفكارهم الدينية على المجتمعات الأوروبية، وكأنهم يرغبون في تحويل هذه البلدان إلى قوى ظلامية، والمشروع الذي فشل في بلدانهم الأصلية، يجب تمريره في اعتى القوى الديمقراطية في العالم، وهو ما أثار حالة من الغضب الشديد ضدهم.
فوران غضب
لا يمكن حصر الغضب الغربي، والخوف المتزايد من الإسلاميين في أمريكا وحدها، ولكن فزاعة التيارات الدينية، أصبحت تلاحقها في كل مكان تواجدت فيه، وفي الوقت الذي تحاول بريطانيا مسك العصا من المنتصف وإيجاد حلقة وصل معهم، أصبحت فرنسا رأس الحربة ضد الإسلام السياسي في عمومه وليس الإخوان فقط.
ويحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحصين الجمهورية من خطر الإسلاميين الذي يهدد القيم الأوروبية، خاصة أن هناك دلائل كبرى على محاولة التيار الديني زرع نبتة التطرف في الغرب، بعدما نجح بالفعل في تجنيد بعض المواطنين الغربيين من مختلف الدول، لصالح فكرة الخلافة، ومنهم من سافر بالفعل على مناطق الصراعات، وخاصة سوريا والعراق وليبيا، نصرة للدولة الدينية.
وتتجه الكثير من القوى الأوروبية لترسيخ مبدأ مسيحية الدولة، خوفا من الزخف الديني عليها، رغم مناهضة ذلك لحداثة الدول الغربية، ومبدأ العلمانية، الذي يمنع خلط العام بالخاص، ويجعل الدين الذي هو شأن شخصي بالنسبة لهم، بعيدا عن المجال العام، الذي لايهم المواطن فيه، إلا نوعية الخدمات العامة، التي لايستثنى منها أحدًا، مهما كانت مرجعيته الدينية أو أفكاره الخاصة.
طلاق الإسلاميين والغرب
يرى محمد سيد رصاص، الكاتب والباحث، أن السنوات الست الأخيرة، خلقت رغبة أمريكية، أوروبية، بدعم إقليمي، لاستئصال جماعة الإخوان الإرهابية من المشهد الدولي.
وأوضح رصاص، أن الإجراء المتوقع من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإدراج الجماعة ضمن المنظمات المصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية، يشكل ذروة الطلاق بين الغرب والإخوان.
وتابع الكاتب المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية: السنوات الست الماضية، أظهرت أن هناك تعارضًا فكريًا وسياسيًا وتنظيميًا بين الإخوان والغرب، بعد تلاقٍ سياسي تنظيمي امتد من العام 1954 وحتى العام 1989.
وأكد رصاص، أن ما قبل الفترة الممتدة بين 11 فبراير 2011، وحتى الثالث من يونيو 2013، ليس كما بعدها بالنسبة للإخوان، متوقعا اقتلاع التنظيم من جذوره قريبا.