رئيس التحرير
عصام كامل

الكرة المصرية تواجه المجهول.. تأجيل الدوري يضرب المنتخبات الوطنية في مقتل ويربك حسابات الأندية.. الأهلي يفرض كلمته.. الزمالك أكثر المستفيدين بإعادة ترتيب الأوراق.. وتأجيل القمة عودة للقرعة الموجهة

اتحاد الكرة المصري
اتحاد الكرة المصري

جاء قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك والتي كان محددًا لها مساء السبت الماضى ضمن مواجهات الجولة الرابعة من مسابقة الدوري الممتاز لدواع أمنية، ليثير حالة من الجدل داخل الشارع الرياضي في مصر، ويزيد من حالة الاحتقان بين جماهير الفريقين، بعد حالة التراشق بينهما على مواقع التواصل الإجتماعى، وإصرار مسئولى كلا الفريقين على التمسك بموقفه واستعراض عضلاته في مواجهة مسئولى اتحاد الكرة.


المنتخبات أكبر الخاسرين
البيان الذي أصدره اتحاد الكرة مساء اليوم الثلاثاء والذي تضمن الإعلان رسميًا عن تأجيل مباريات الجولتين الخامسة والسادسة من مسابقة الدوري الممتاز، إلى ما بعد بطولة الأمم الأفريقية تحت 23 سنة، والتي تنظمها مصر خلال الفترة من 8 إلى 22 نوفمبر المقبلين، جاء ليضرب المنتخبات الوطنية في مقتل لاسيما المنتخبين الأول والأوليمبي، لاسيما أن مباريات الدوري المصرى، تمثل أفضل إحتكاك لتجهيز لاعبى المنتخبين للمواجهات الرسمية التي تنتظر كل منهما، خلال الأجندة الدولية للفيفا في شهر نوفمبر المقبل.

وبالنظر إلى جاهزية لاعبى النادي الأهلي الذي يمثل لاعبوه ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخبين الأول والاولمبي سنجد أن الفريق لم يخض أي مباريات منذ مواجهة فريق أسوان في الخامس من أكتوبر الجارى، بالجولة الثالثة من مسابقة الدوري الممتاز، وبالتالى فإن لاعبو الأهلي لن يخوضوا أي مباريات قبل الانضمام للمنتخب الوطني الذي يستعد لمواجهة كينيا يوم 14 نوفمبر المقبل في الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، وهو ما يعنى أن لاعبى الأحمر سيكونوا بعيدين عن المباريات لفترة تقترب من الأربعين يومًا، وهو ما سيؤثر سلبا على مستواهم الفنى خلال مشاركتهم مع الفراعنة أمام كينيا يوم 14 نوفمبر، ونفس الأمر سينطبق على اللاعبين الدوليين في باقي أندية الدوري.

نفس الحال ينطبق على لاعبى المنتخب الأوليمبي الذي يستعد للمشاركة في بطولة مصيرية، مثل بطولة الأمم الأفريقية، تحت 23 سنة، والتي ستحدد مصير الفريق من التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية 2020 في طوكيو اليابانية من عدمه، خاصة أن تشكيلة الفريق كلها من لاعبي الدوري المحلي الذي تم تأجيله لما بعد البطولة.

ولا يوجد أدنى شك في أن كثرة المباريات المؤجلة في مسابقة الدوري، سيربك مسابقة الدوري التي ينتظرها الكثير من فترات التوقف خلال الفترة المقبلة، بسبب إرتباط الأندية الأربعة المشاركة في المنافسات الأفريقية الأهلي والزمالك في دوري الأبطال، والمصرى وبيراميدز في بطولة الكونفدرالية، ويالتالى سيكون اتحاد الكرة مضطرًا لضغط مباريات الدوري في الفترة المقبلة، وهو ما يضرب اللاعبين الدوليين بالإجهاد وينعكس بالسلب على المنتخبات الوطنية في النهاية.

أندية الدوري
لا شك أن تأجيل مباريات الدوري سيضر جميع أندية المسابقة، بعد أن أنفقت الكثير من الأموال في إقامة المعسكرات سواء داخل مصر أو خارجها لتجهيز لإعداد فرقها على أفضل وجه لخوض ماراثون الدوري الممتاز، وفي الوقت الذي بدأ اللاعبين يدخلون في أجواء المنافسات والوصول لأفضل المستويات الفنية، فإذا باتحاد الكرة يقرر تأجيل المباريات ويعيد أندية المسابقة عشرات الخطوات إلى الخلف، خاصة أن الأجهزة الفنية لهذه الأندية ستكون مضطرة لوضع برامج تدريبية جديدة وأحمال تدريبية مختلفة للاعبيها، الذين سيبتعدون عن ممارسة كرة القدم لأكثر من 30 يومًا، وكأنها تسعد لموسم كروي جديد تنطلق مبارياته بعد انتهاء بطولة أمم أفريقيا الأوليمبية أواخر الشهر المقبل.

الأهلي يفرض كلمته
إعلان مسئولو اتحاد الكرة تأجيل مباريات الدوري حتى انتهاء بطولة الأمم الأفريقية تحت 23 سنة، يمثل انتصارًا كبيرًا لإدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، والتي تمسكت بقرارها برفض خوض مباراة الجونة في الجولة الخامسة من مسابقة الدوري، والتي كان محددا إقامتها غدا الأربعاء، حيث أصدرت إدارة الأحمر بيانًا الخميس الماضى، تؤكد رفضها خوض أي مباريات في مسابقة الدوري قبل خوض مباراة القمة أمام الزمالك، ولم تعبأ الإدارة الحمراء بتهديدات اتحاد الكرة بتطبيق اللائحة على الفريق الأحمر وتغريمه وحرمانه من 6 نقاط، وتمسك الأهلي بموقفه في الجلسة التي جمعت وزير الرياضة مع رئيس القلعة الحمراء بمنزل الأخير للخروج من الأزمة، ليضطر اتحاد الكرة في النهاية إلى إصدار قراره بتأجيل مباريات الدوري لما بعد بطولة الأمم الأفريقية، وهو ما يعد انتصارًا كبيرا للإدارة الحمراء أمام جماهير النادي الغفيرة.

الزمالك أكثر المستفيدين
يعتبر نادي الزمالك أكثر المستفيدين من قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباريات الدوري، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تراجع أداء الفريق، إلى جانب استعداداته لمباراته المهمة والمصيرية أمام جينيراسيون السنغالى بعد غد الخميس في إياب دور ال32 من مسابقة دوري الأبطال الأفريقى، كما أن الجهاز الفنى للأبيض بقيادة الصربى ميتشو يخطط لإعادة ترتيب الأوراق الفنية داخل الفريق، من خلال إقامة معسكر خارجى بأحد الدول الأوروبية خلال فترة توقف الدوري لإستعادة الفورمة الفنية البدنية والفنية العالية للفريق قبل استئناف الدوري نهاية الشهر المقبل.

القرعة الموجهة

قرار اتحاد الكرة بتأجيل لقاء القمة بين الأهلي والزمالك لدواع أمنية، ثم إصرار الأهلي على رفضه مواجهة الجونة، ثم بيان الجبلاية، بتأجيل الدوري من بابه حتى نهاية بطولة الأمم الأفريقية تحت 23 سنة في الثاني والعشرين من نوفمبر المقبل، قضى تمامًا على أمال وطموحات الأندية المصرية، في أن يكون لديها مسابقة دوري منتظمة ومنضبطة، معلوم مسبقا موعد انطلاقها ونهايتها ومواعيد التوقفات في الأجندة الدولية مثل كل الدوريات المحترمة في العالم، كما أنه خلص جماهير الكرة المصرية وأنديتها من التصريحات العنترية للمسئولين عن الكرة المصرية، والتي وعدوا فيها الجميع ببطولة دوري مختلفة هذا الموسم، من حيث الملاعب والمواعيد والحضور الجماهيرى، ولكنها لم تحقق أي من وعودها، وهاهى مباراة الأهلي والزمالك تعود إلى زمن القرعة الموجهة بترحيلها إلى نهاية الدور الأول كما كانت في المواسم السابقة، لينطق لسان حال الجماهير المصرية مرددًا "مفيش فايدة".
الجريدة الرسمية