شوارعها بنكهة أفريقية.. المعادي موطن المهاجرين من القارة السمراء
بينما أنت تتجول بشوارع منطقة حدائق المعادي المتكدسة، تجد لافتة بمدخل أحد الشوارع مكتوب عليها "شارع الصفا والمروة"، تفوح منه روائح المسك والعود والريحان والرائحة العطرة الجميلة، ليعلن تفرده عن بقية شوارع المنطقة برائحته المختلفة وزينته المتفردة وثقافته الأفريقية المصرية.
فبمجرد أن تطأ قدماك الشارع تجد نفسك وسط تجمعات هائلة لأصحاب ذوي البشرة السمراء والقلوب البيضاء، أتوا من مناطق متفرقة من السودان وجنوب أفريقيا وغيرها من البلدان الأفريقية المختلفة، نتيجة لظروف مختلفة أجبرتهم على هجرة بلادهم ليؤسسوا في المعادي وطنا ثانيا لهم.
فتجدهم يجلسون أمام المحال والبيوت، الفرحة تعلو وجوه أطفالهم وهم يلهون بكرة القدم يمينا وشمالا، الابتسامة لا تفارقهم رغم ما تحمله عيونهم من ألم وشوق وحنين لأوطانهم وذويهم.
ولكن شغلهم الشاغل في ذلك الشارع هو تكوين جمهورية لهم بشارع الصفا والمروة يحمل روح بلدانهم بكل شيء، فتجد الشارع بأكمله يعبر عن الهوية الأفريقية بداية من العطور والحناء والملابس والزينة الأفريقية وجميع أنواع مستحضرات التجميل وحتى الأكل والموسيقى.
فيقول عبدالله عبدالرحمن محمد، أحد قاطني شارع الصفا والمروة بحدائق المعادي، منذ أكثر من 15 عاما، جئت إلى مصر بهدف الدراسة ثم استقر به الحال والعيش هنا لتشابه الوضع هنا بوطنهم بالسودان، مؤكدًا أنه لا يشعر بالغربة بين المصريين بل اعتبرهم أخوة وأصدقاء لهم، وأن مصر هي الوطن الأكبر لكل الشعوب الأفريقية.
ومع السير قليلا بشارع الصفا والمروة تجد محل "أبو داود"، وهو المحل الوحيد والمتفرد بصناعة الزي السوداني والأفريقي بالمنطقة، وفور دخولنا المحل وجدنا عبد الهادي، الشهير بترزى الأفارقة، يستقبلنا بابتسامة وترحاب حار، فيقول: العادات والتقاليد المصرية لا تختلف كثيرا عن عاداتنا، ونشعر أننا بوطننا، وعند وصولي مصر منذ أكثر من 7 سنوات، قررت أن أحيي الزي الأفريقي والرسمي لنا لذلك عملت كترزي، أقوم بتفصيل الأزياء الأفريقية الخاصة بالرجال والنساء.
وأشار إلى أن الأقمشة التي يستخدمها في التفصيل هي عبارة عن أقمشة خاصة غير متواجدة بمصر ولكن يتم شراؤه امن جوبا وإثيوبيا وأوغندا، فهم رغم تعدد جنسياتهم وثقافاتهم، الإ أنهم اتفقوا على حب مصر في نهاية المطاف.