عصور الظلام
لم أكن أتخيل يوما أن نعود إلى عصر قديم قد مضى وولى ، نستخدم فيه الشموع، ولا أستطيع أن أصف شعورى بالأسى حينما ينقطع التيار الكهربائى، وسط حرارة الصيف، وانعدام الرؤية، ولجوء الأهالي إلى استخدام الشموع، وما ينطوى عليه من مخاطرة احتراق المنازل بالأرواح من أخطاء الأطفال، وسوء تصرفاتهم التي لا نستطيع السيطرة عليها وسط الظلام.
حالات كسور كثيرة في المستشفيات وحوادث لكبار السن واختناق لمرضى الصدر وتوقف العمليات في المستشفيات لحالات حرجة على مشارف الموت إن لم تنقذ سريعا وقد أكون أنا منهم أو هذا أو ذاك لا قدر الله.
انقطع العمل في المصانع وتوقفت خطوط الإنتاج التي عانت من ارتفاع سعر الدولار ونقص السولار وانعدام الأمن لتنتهى الآن بانقطاع التيار الكهربائى.
ماذا ننتظر في عصر الظلام ونهضة مزعومة لعبت بمشاعر الناس دون أن تدرس مواردها وتضع لها خطة حقيقية وتذبذبا وتخبطا في القرارات أذهب ما تبقى من سمعتنا على المستوى الدولى وظلام دامس في الداخل.
لقد أساءت النهضة المزعومة إلى تعبير النهضة في حد ذاته لتصبح كلمة نهضة تبعث على الأسى والسخرية بدلا من إيجابية الكلمة والتعبير.
حالة من الاستياء تعم الشعب المصرى وتنذر بالخطر على الجميع من فقر مدقع تفشى وبسرعة وارتفاع أسعار لا يتناسب مع الدخول حتى أصبح الغنى والفقير سواسية.. أصبحوا جميعا فقراء.
الظروف جعلت الناس تعيش حالات الحزن والاكتئاب والقلق من الغد ويوما بعد يوم تتلاشى الآمال والأحلام لتصبح مصر دولة طاردة لخيرة أبنائها بدلا من الاحتفاظ بهم والاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم.
الأمل بدون عمل وهم والكلمات بدون أفعال هى لعب بالمشاعر لا تسمن ولا تغنى من جوع وكفانا من التردى ما وصلنا إليه لأن الحياة لن تستمر هكذا، فكل الجهود التي تسعى لفرض شيء على الجميع ستقابل بالمقاومة وهذا سبب ما أوقف عجلة الحياة وهدد مصر بالإفلاس تارة وبالمجاعة تارة أخرى، وهذا سيصبح واقعا إن لم نعترف بكل المصريين كصانعين للقرار دون تحييد أو تهميش..
حينها فقط يتحول الدفاع والمقاومة إلى جهد إيجابى يسعى لرسم طريق واحد للجميع يوحدهم فيه هدف واحد اسمه مصر.