رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى 52 لتدمير المدمرة إيلات.. شهداء كتبوا قانونا جديدا في عالم البحار

المدمرة إيلات
المدمرة إيلات

وافق أمس 21 أكتوبر عام 1967، الذكرى 52 للبحرية المصرية حيث قامت القوات البحرية بوضع قانون جديد في عالم البحار بعد أن أغرق أبطالها المدمرة ايلات التي جاءت تستعرض قوتها أمام سواحل بورسعيد تحمل على متنها طلبة نهائي الكلية البحرية الإسرائيلية.


مرور استفزازي

أمام منطقة رمانة أمام مدينة بورسعيد الباسلة تحديدا شرق خط 12 ميل شرقى الميناء في يوم 11 يوليو 67، عندما قامت المدمرة ” إيلات ” بالمرور شمالًا باتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد، في نفس الوقت تحرك لنشي طوربيد من طراز ملان الفرنسية جنوبًا باتجاه الساحل.

دورية الطوربيد

وكانت دورية الطوربيد المصرية المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب نقيب بحرى عونى عازر ومساعده ملازم رجائى حتاتة ويضم الثانى نقيب ممدوح شمس ومساعده ملازم أول صلاح غيث تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والاستطلاع للإبلاغ عن أي أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية.

اشتباك غير متكافئ

وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من اكتشاف المدمرة "إيلات"، وبينما كان النقيب عونى ينطلق بأقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الخلف فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الاشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى شكل ولأن التراجع لم يعد متاحا وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية، في ظل مساندة المدمرة ” إيلات” واستشهد في تلك المعركة النقيب ممدوح شمس ومساعده ملازم أول صلاح غيث مع طاقم اللنش.

وعلى الرغم من عدم التكافؤ الواضح، إلا أن اللنش بقيادة نقيب عونى عازر نجح في الخروج من دائرة الضوء التي كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة.

قرار انتحاري

وقرر النقيب عوني عدم ترك المعركة والثأر لزملائه ليتخذ قرارًا بالقيام بهجوم فدائي وأمر مساعده الملازم أول رجائى حتاتة بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة.

ومع وضوح نية اللنش المصرى، ازدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وانضم إليها لنشى الطوربيد، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة، وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة انفجر اللنش المصرى واستشهد النقيب عونى عازر ومساعده ملازم أول رجائى حتاتة وطاقم اللنش بالكامل بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة "إيلات" من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية، إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وإصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة.

وبهذه العملية الفدائية سجل هؤلاء الأبطال صفحة جديدة في الحروب البحرية العالمية وهي عبارة عن لنشات صواريخ وقطع بحرية كبيرة يلتزم التعامل معها بالعديد من الأسلحة وفي هذه المرة هربت المدمرة إيلات إلى إسرائيل وتم إصلاحها لتعود مرة أخرى يوم 21 أكتوبر من نفس العام لتستعرض قوتها أمام سواحل بورسعيد فتتصدى لها لنشات الصواريخ مرة أخرى ولكن هذه المرة تقضي عليها وتدمرها تماما.
الجريدة الرسمية