رئيس التحرير
عصام كامل

دفاعًا عن الأستاذ "حمو بيكا"


الاعتراف بالخطأ فضيلة، وها أنا أعترف بخطئي في حق الأستاذ "حمو بيكا" عندما ساقني جهلي بفنه إلى التعامل معه على أنه شخصان.. أحدهما (حمو) والثاني (بيكا) على غرار ( أوكا) و(أورتيجا ) وكعادتها في مراعاة الفارق الثقافي والزمني.. صوبت ابنتي الخطأ مستنكرة جهلي بالرجل الذي حقق جماهيرية كبيرة بما قدمه من أغان (كسرت الدنيا) ومنذ بضعة أسابيع.. شاهدت الأستاذ (حمو) في تسجيل تعرضه أغلب القنوات وهو يعطي درسًا في الوطنية كنموذج يجب أن يقتدي به الشباب، ثم اكتشفت أنه يحل ضيفًا في النوادي والجامعات، فأدركت حجم تخلفي، وهو ما استوجب اعتذارًا للرجل.


أمس.. زار الأستاذ (حمو) مستشفى سرطان الأطفال، وكان في استقباله بعض العاملين في الإدارة، وكعادتهم.. شرحوا للضيف الكبير آلية العمل بالمستشفى، وما تحقق من إنجازات داخل أقسامه المختلفة، ومن خلال ما تم بثه من صور.. عرفنا أن الأستاذ كان برفقته بعض أعضاء فرقته، وربما سكرتيره الخاص، ومن المستشفى إلى نقابة المهن الموسيقية.. انتقل الأستاذ مرتديدًا نفس (التي شيرت) الأصفر المخطط، ليعتدي باللفظ على العاملين في النقابة لأنهم رفضوا ضمه إليها كعضو عامل.

وما بين التهديد والاتهام بالرشوة.. صال الأستاذ (حمو) وجال في أروقة النقابة، معلنًا الاعتصام بداخلها، ومهددًا "هاني شاكر" نقيب الموسيقيين بأنه سيكون عرضة لهجومه ومعه كل مطربي المهرجانات.

استنكرت النقابة سلوك (حمو)، وكال له رواد مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات، وتناسى الجميع أن ما فعله الأستاذ نتيجة طبيعية لمناخ لم يعد يفرز سوى هذه النوعية من الأساتذة، هو نفس المناخ الذي أفرز المطرب الفنان الأستاذ (محمد رمضان)، الذي تصدر القائمة بالسنج والمطاوي والعري، فأصبح المطرب الذي ينفرد بالغناء في الحفلات، والممثل الذي يتصدر الأفيشات، والواعظ للشباب، فكل الأشياء متاحة له وتحت إمرته، حتى لو كانت قيادة الطائرات.

لا تلوموا الأستاذ (حمو بيكا)، فهو امتداد لإعلام يتصدره عجزة ومتلونون، بعضهم تعرى من رداء الحياء فتحول إلى آلة تشويه عمياء لا تفرق بين الوطني والمتآمر، ولبرلمان به من الأعضاء من لم يعد يخجله النفاق، ولفن تهاوى بسبب المجاملات.

لا تلوموا الأستاذ (حمو بيكا)، فهو امتداد طبيعي للأساتذة (سمسم شهاب) و(الليثي) و(حسن الخلعي) ومن قبلهم العظيم (شعبان عبدالرحيم)، وجميعهم إفراز لفوضى زوت (الحجار) و(الحلو) و(هاني شاكر) و(مدحت صالح) و(محمد منير)، فوضى غيبت دور المسارح وقصور الثقافة وليالي التليفزيون وأضواء المدينة.

لا تلوموا (حمو بيكا).. لأنه امتداد طبيعي لأفلام حرضت على العري وتعاطي المخدرات واستخدام السلاح، وجعلت من القاتل قدوة، فكانت النتيجة شهيد (الشهامة).

لا تلوموا الأستاذ (حمو بيكا)، ولا أي حمو، لوموا أنفسكم.
besherhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية