تعرف على موضوعات وأهمية قمة "روسيا – أفريقيا" برئاسة السيسي وبوتين
تستضيف مدينة "سوتشي" على البحر الأسود يومي 23-24 أكتوبر، قمة روسيا – أفريقيا الأولى برئاسة مشتركة بين الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وبحضور عدد من قادة الدول الأفريقية وكبرى المنظمات الأفريقية، ويشارك في القمة أكثر من 40 زعيم دولة أفريقية، وفي المنتدى الاقتصادي، سيشارك أكثر من 300 رجل أعمال من روسيا وأفريقيا.
وتتمثل الموضوعات الرئيسية المقرر مناقشتها خلال القمة التي تم طرح فكرتها خلال تجمع "بريكس" في جوهانسبرج، في بحث تعزيز دور روسيا في أفريقيا، كما سيتم بحث دور أفريقيا في النظام المالي الدولي؛ وتوسيع التعاون والصادرات والاستثمار والتحديات الأمنية، كما ستناقش الجلسات العامة مجموعة واسعة من القضايا المدرجة على جدول الأعمال الدولي.
ويقول تقرير "هيئة الاستعلامات" إن قمة روسيا – أفريقيا تعد أحدث نماذج التعاون الدولي بصيغة 1+ 55 التي سبقتها نماذج دولية عديدة، حيث كان أقدم التطبيقات لهذا النموذج هو القمة الفرنسية – الأفريقية التي تنعقد بانتظام منذ أن افتتح الرئيس الفرنسي "جورج بومبيدو" أول قمة منها في باريس في شهر نوفمبر عام 1973، ثم منتدى التعاون الصيني – الأفريقي (فوكاك) الذي أنشئ عام 2000، والقمة الأفريقية - اليابانية "تيكاد"، والقمة الهندية – الأفريقية التي عقدت أول قمة في نيودلهي عام 2008، والقمة الألمانية – الأفريقية، والقمة التركية – الأفريقية "تيكا"، والقمة الإيرانية – الأفريقية، وغيرها.
ومنذ تولي الرئيس "فلاديمير بوتين" السلطة في عام 1999، بدأت روسيا باستعادة حضورها الاقتصادي والسياسي في أفريقيا، حيث احتلت أفريقيا المرتبة التاسعة بين قائمة المناطق العشرة الأكثر أهمية بالنسبة للمصالح الروسية وفقًا لوثيقة السياسة الخارجية التي صدرت في عام 2008م ووقعها الرئيس السابق "ديمتري ميدفيديف"، كما أن وثيقة السياسة الخارجية للاتحاد الروسي التي وقعها الرئيس "بوتين" في 2015-2016 قد نصت على أن روسيا ستتوسع في علاقاتها مع دول قارة أفريقيا في مختلف المجالات؛ سواءً على المستوى الثنائي أو المستوى الجماعي.
وتنظر موسكو إلى أفريقيا على أنها وجهة واعدة لتعزيز نشاطها في مجال إنتاج النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى التي تزخر بها القارة، حيث تتراوح قيمة الاستثمارات الروسية في أفريقيا ما بين 8 و10 مليارات دولار، وخلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2017، ازداد مجموع الصادرات الروسية إلى أفريقيا بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا من 5 مليارات إلى نحو 15 مليار دولار.
كما يعكس تزايد الوجود العسكري الروسي في أفريقيا حجم الالتزام الروسي بالمشاركة في عمليات حفظ السلام في القارة الأفريقية، حيث يتجاوز حجم الجنود الروس المشاركين في تلك العمليات حجم نظرائهم من دول فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن الترحيب الروسي بتسوية الخلافات والصراعات الإقليمية، بما يعزز استقرار وأمن المنطقة.
وقد قامت روسيا بإعفاء الدول الأفريقية من الديون بقيمة 16 مليار دولار في عام 2008م، وإلغاء ديون بقيمة 20 مليار دولار في عام 2012م، وتخفيض عبء الديون لعدد من دول القرن الأفريقي، في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، وفي نفس الوقت قدمت مساعدات إنسانية لبلدان المنطقة، بما يشكل تطورًا إيجابيًا في مسار العلاقات الروسية مع دول المنطقة.
وفي الجانب الثقافي تلعب المراكز الثقافية الروسية للعلوم والثقافة دورًا في تعزيز الوجود الروسي في المنطقة؛ كما تقوم روسيا بتقديم المنح والتدريب للطلبة الأفارقة في الجامعات الروسية، ففي عام 2017 درس أكثر من 1800 شاب أفريقي في روسيا، وبشكل عام، هناك نحو 15 ألف شاب أفريقي يدرسون في روسيا بشكل دائم منهم 4000 في منح دراسية ممولَة من الحكومة الروسية.