رئيس التحرير
عصام كامل

البقشيش!


ظاهرة "البقشيش" من الأمور السلبية جدا، والتي انتشرت بشكل كبير ومخيف، ويجب أن تختفي لأنها تحولت إلى إتاوة يتم دفعها بالإكراه، كما أنها تسيء إلى سمعة مصر، وكثير من الزائرين الأجانب يعودون إلى بلادهم بهذا الانطباع السيئ عن بلدنا، بل بعضهم كتب ذلك صراحة.


المستثمر الأجنبي أو الزائر والسائح من لحظة نزوله على سلم الطائرة وحتى مغادرته معظم من يقابله أو يساعده ينتظر منه "البقشيش"، من عمال نقل الحقائب ودورات المياه وغيرهم ثم من السائقين بعد خروجه للشارع، وفي كل إشارة مرور سوف يجد متسولين بالإكراه، وحينما يصل إلى فندق الإقامة حتى لو كان 7 نجوم مطلوب منه "بقشيش".

وعند المناطق السياحية والأثرية حدث ولا حرج، فـ"البقشيش" بالإكراه، وكذلك في معظم المصالح الحكومية أصبح ملزما تحت بند إكرامية، وفي الحقيقة هو رشوة، وفساد، المواطن المصري يدفع أيضا إتاوة من لحظة خروجه من منزله حتى عودته، في المستشفيات، ومحطات الوقود، والمصاعد، والمطاعم، والمتاجر، وأقسام الشرطة، والمرور، والمحاكم، والأزهر، والأوقاف، وللبلطجية (السياس) في الشوارع.

وحتى في المقابر، والمساجد، هذه الظاهرة السلبية لا تجدها حتى في الدول الأكثر منا فقرا، وهي غير مرتبطة بالحالة الاقتصادية ولكن بالقيم والأخلاق والتعليم والتعلم. 

كنت أتمنى عدم تناول هذا الموضوع ولكن غيرتي على بلدي هي السبب، لأنني حزنت حينما قرأت كلاما فظيعا كتبه أحد السائحين الأجانب بعد عودته إلى بلده، خلاصته أنه لا شيء في مصر بدون مقابل، حتى الابتسامة يلزمها البقشيش.

أصبح النصب والفهلوة والحصول على الأموال أهم من أداء العمل، ومؤكد من يفعل ذلك هم فئة قليلة ولكنها للأسف طافحة على السطح وتسيء إلى البلد، والحل يجب أن يكون بتطبيق القانون، وبالتعليم، والإعلام، والتوعية، وأن نبدأ من اليوم قبل الغد، وأتمنى أن تكون الفئة التي تصدر القانون وتطبقه هي الأكثر التزاما به، حتى تعطى القدوة والمثل لباقي فئات الشعب.

بلدنا جميلة وفيها أهم وأعظم آثار في العالم، وأجمل شواطئ، وأفضل مناخ، وموقع جغرافي، ولديها من الإمكانيات ما يجعلها الأولى عالميا في الجذب السياحي، وشعبها يعيش في رخاء، ولكن للأسف الشديد كل هذا لا قيمة له بسبب "البقشيش"، والتلوث البيئي، والقمامة، والقبح، والصخب، والضوضاء، والفوضى المرورية. كل هذه الظواهر السلبية أضرت بالسياحة والاستثمار والاقتصاد والوطن والمواطن.

egypt1967@Yahoo.com
الجريدة الرسمية