نص التحقيقات مع شقيق يوسف بطرس غالي بتهمة تهريب الآثار.. ضبط 21 ألف قطعة في طريقها إلى إيطاليا.. المتهم يعترف بالجريمة: نفذنا الخطة بمشاركة قنصل إيطالي.. ووضعنا الأموال في حفرة تحت الأرض
لم يكن يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الوحيد في عائلة غالي الذي توجه إليه النيابة العامة تهمة الكسب غير المشروع أو إهدار المال العام، حيث وجهت النيابة لشقيقه بطرس بطرس غالي تهمة تهريب الآثار المصرية بالاشتراك مع أجانب خارج البلاد داخل حقائب دبلوماسية.
وضبطت الأجهزة
المعنية 21660 قطعة أثرية تنتمي لعصور متعاقبة بداية من العصر الفرعوني إلى العصر الإسلامي
هربها المتهم إلى إيطاليا.
الإحالة إلى الجنايات
وأمرت النيابة
العامة بإحالة بطرس بطرس غالي، إلى محكمة الجنايات في القضية، وكلفت بضبط وإحضار قنصل
إيطالي سابق يدعى "أوتكر سكاكال" ووضع اسمه على قوائم ترقب الوصول.
الاعترافات
واعترف بطرس غالى
في تحقيقات النيابة أن بعض المضبوطات التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية داخل منزله وهي
عبارة عن عدد من القطع الأثرية مملوكة للقنصل الفخرى الإيطالي السابق والمطلوب ضبطه
وإحضاره في القضية.
وأشار إلى أن هذه القطع كانت موجودة في شقته بالزمالك ومن قبلها في شقة منشية البكري، وأن تلك القطع كان قد ورثها من أبيه وجده.
الشهود
وأدلت إحدى الخادمات
وتدعى صباح لدى القنصل الإيطالى الفخري الأسبق بشهادتها قائلة إن بطرس غالى كان لديه
مفتاح لشقة الزمالك، وأنه كان دائم التردد على الشقة سواء في وجود القنصل أو عند
مغادرته للبلاد ووجوده في إيطاليا وحضر أكثر من مرة للاطمئنان على القطع الأثرية الموجودة
بالشقة.
وأضافت أنه فى يوم من الأيام حضر إلى الشقة ومعه بعض الأشخاص ورأوا المقتنيات الأثرية بعد اتصال هاتفي من القنصل الإيطالي الذي طلب منها تنظيف الشقة ووضع بعض القطع الأثرية في الممر لسهولة العرض.
دور القنصل الايطالي
السابق
وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم اوتكر سكاكال تعلم كيفية التحدث بالعربية جيدا وأثناء تواجده في الأقصر في عام 2013 تعرف على الحارس الأمني المسئول عن حراسة المراكب والمعروف بنشاطه في التنقيب عن الآثار والتي كان من ضمنها المركب المملوكة لشركة حابي للسياحة والتي كان يديرها الأول لفترة من الوقت.
وأشارت التحقيقات إلى أن الحارس كان يقوم بتجميع القطع الأثرية التي يعثر عليها ويبيعها إلى أوتكر سكاكال الذي يقوم بشرائها منه بموجب تمويل يحصل عليه من شريكه الرئيسي وصديقه والممول الرئيسي لهذا التنظيم بطرس بطرس غالي ويستغل علاقته بالمتهم (مدحت.م) الذي ينقل الأمتعة الخاصة بالسفارة الإيطالية ودبلوماسيها في حاويات دبلوماسية لا تخضع للتفتيش أو الفحص وفقا للاتفاقيات الدولية.
وأضافت التحقيقات أنه كان يستغل ذلك في تغليف تلك القطع الأثرية ووضعها في المخزن المملوك لشركة مدحت لحين إتاحة الفرصة لوجود دبلوماسي إيطالي يقوم بنقل أمتعته فتتم وضع تلك القطع الأثرية داخل صندوق بالكونتينر الذي سينقل لإيطاليا ليكون بعيدا عن أعين السلطات.
وأكدت التحقيقات أنه تم ضبط شحنة بميناء ساليرنو الإيطالي في إحدى الحاويات باسم دبلوماسي إيطالي انتهت مدة عمله في السفارة الإيطالية والذي طلب إرسال متعلقاته إلى إيطاليا قادمة من مصر قبل عودته.
وأشارت التحقيقات إلى أن مدحت استغل هذا الأمر ووضع القطع الأثرية داخل الحاوية ثم أرسل رسالة بريد إلكترونية إلى الدبلوماسي الإيطالي يعتذر فيها عن وجود خلط غير مقصود في محتويات الشحنة، وأن عددا من الكراتين خاصة بـ (أوتكر سكاكال) دخلت بطريق الخطأ للحاوية وسيحضر لاستلامها.
التحقيقات
وقالت التحقيقات إن الحاوية كانت تحوي القطع الأثرية المهربة من الأقصر كما عثر فيها أيضا على بعض القطع الأثرية التي تعود للعصر الإسلامي التي تم شراؤها من الإيطالية إيرينا وهى تقيم بمنطقة وسط البلد ولكنها توفيت في حادث سير بالعاصمة الإيطالية واشتراها منها (بطرس غالي)، وكان الأخير دائما ما يلتقي مع أوتكر سكاكال في مصر وأحيانا في إيطاليا وفى فرنسا للاتفاق على عملية التصرف في القطع الأثرية ثم يقوم بتسليمه حصته من الأرباح بعد بيع كل القطع الأثرية.
وأوضحت تحقيقات النيابة أنه تم ضبط 21660 قطعة أثرية تنتمى للحضارة المصرية وعصورها المتعاقبة بداية من العصر الفرعوني إلى العصر الإسلامي.
كما تبين أن المتهمين
كانوا لا يضعون الأموال التي يحصلون عليها جراء نشاطهم الإجرامي في البنوك لأنه يسهل
التعرف على نشاطهم غير المشروع ولكنهم كانوا يدفنونها في الأرض بمكان خفي لا يعرفه
سواهم حتى لا يتم اكتشاف نشاطهم الإجرامي.