خارطة طريق لإنقاذ مسرح الطفل.. العروض الأخيرة تحقق أرقاما قياسية.. وفازت بجوائز مرموقة في مصر وخارجها.. الإنتاج السخي كلمة السر.. والبعد عن التعليم المباشر يُنعش أهم وسائل تثقيف الأطفال
شهد مسرح الطفل مؤخرا طفرة حقيقية، ولاقى دعما وإشادة الكثير من النقاد والمسرحيين، خصوصا بعد الجوائز التي حققتها عروضه في العديد من المسابقات والمهرجانات، سواء المحلية أو الدولية، بالإضافة إلى الإيرادات الكبيرة للعروض التي سجلت أرقاما قياسية على مستوى مسرح الدول والقطاع الخاص، رغم التحديات الصعبة التي واجهت صناع عروض الطفل في الفترة الأخيرة.
الإنتاج
الناقد المسرحي أحمد خميس، قال من جانبه: إن الإنتاج السخي لعروض الطفل خلال السنوات الأخيرة، أثر بشكل كبير على جودة وتميز وكفاءة ما يقدم، مضيفا أن تلك العروض تحتاج دائما وبصورة منتظمة لإدخال عناصر الإبهار المختلفة لجذب الجمهور من الأطفال والأسر.
وأوضح "خميس" أن العديد من العروض التي تقدم بدأت في تعويض ثمن تكلفتها، وجني العديد من الإيرادات التي حققت أرقاما قياسية في تاريخ مسرح الدولة، مشيرا إلى أن مسرح الطفل لا يزال يحتاج إلى تطوير من بعض النواحي الفنية، خاصة المراجعة الدقيقة للنصوص المختارة، والبناء الدرامي للعروض، مؤكدا أن مسرح الطفل في الوقت الحالي على مستوى العالم لم يعد قائما فقط على المعلومات والصيغ القديمة التي يتم تقديمها للمشاهدين من جميع الفئات والأسر.
التعليم المباشر
وتابع: "لم يعد يرتبط مسرح الطفل بالتعليم والتلقين المباشر للأطفال.. لكن أصبح يتم تخصيص جزء من التعليم من خلال البناء الدرامي وإعمال العقل".
وكشف الناقد المسرحي عن أوجه القصور حتى الآن بمسرح الطفل قائلا:" معندناش اهتمام جيد ببعض عناصر العمل المسرحي مثل الدعاية الحقيقية للعمل قبل انطلاقه.. والاختيار المناسب للأزياء، وهناك أزمات تواجه صناعة عرائس مسرح الطفل.. خاصة مع نقص الكفاءة في ذلك المجال.. واختفاء المواهب الشابة القادرة على تطوير وحمل تلك الصناعة لسنوات قادمة".
مسرح درجة تانية
بدوره قال المخرج محسن رزق،: إنه كان ينظر لمسرح الطفل في مصر على أنه درجة ثانية أو ثالثة من حيث الأهمية، مشيرا إلى أن جميع دول العالم تتعامل بجدية مع عروض الأطفال، وتستخدم في ظهور العرض كافة الوسائل والتقنيات الحديثة، من إضاءة وهيليوجرام، وصوت، ليقدموا للأطفال من عمر 6 إلى 12 عاما، عملا مميزا يستطيع ابهارهم.
وأوضح مخرج عرض "سنو وايت" الفائز بأفضل عرض في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الحادية عشرة، أنه حاول تقديم عدد من الأعمال التي تحمل رسالة صادقة ومواضيع مميزة للأطفال لإشباع خياله الأوسع من خيالات الجمهور العادي من الفئات الأكبر، وعن تفاعل الجمهور مع ما يقدم في مسرح الطفل قال محسن :"لمسنا من الجمهور حالة من الصدق.. من خلال ما أوصلنا إليه كما بدأت الأسر تتفاعل وتدعو بعضها البعض لحضور العروض".
وعن الفرق بين التجربتين يقول المخرج محسن رزق الذي قدم عروضا على مسارح الدولة والقطاع الخاص:" حققنا عددا من الأحلام والطموحات من خلال المسرح الخاص.. باستخدام العديد من الإمكانيات الضخمة والأجهزة الحديثة التي لم تكن تتوفر في مسرح الدولة.. الإمكانيات في مسرح الدولة محدودة ودور العرض مفهاش العديد من الأجهزة.. ولكن هناك العديد من الشخصيات المتحمسة جدا لمسرح الطفل".
وتابع مخرج "سنو وايت" والذي حقق أعلى إيراد في تاريخ مسرح الطفل: "في مسرح الدولة حققنا أعلى الإيرادات وذلك بأقل الإمكانيات المتاحة أمامنا"، وأضاف:" لا يوجد سوى مسرح واحد خاص بالطفل في مصر بالقاهرة.. المفروض يكون في مسرح للطفل في كل محافظة ويكون مجهز على أعلى مستوى وبأحدث التقنيات.. لتنشئة سليمة للطفل ولتقديم محتوى مميز للأسر كاملة ورفع مستوى الإبداع والخيال في ذلك المجال".
"نقلا عن العدد الورقي..."