مصادر تكشف أسبابا منعت رئيس الوزراء اللبناني من تقديم استقالته في اللحظات الأخيرة
كشفت وسائل إعلام لبنانية، كواليس عدم تقديم سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية، لاستقالته على خلفية التظاهرات الضخمة التي شهدتها لبنان على مدار يومين، تنديدا بفرض ضرائب جديدة على المواطنين.
وقالت صحيفة "نداء الوطن" إنه طوال ساعات ليل أمس الأول وطيلة نهار أمس تلقى رئيس الحكومة سعد الحريري عشرات الاتصالات التي تمنت منه التريث في الاستقالة، مشيرة إلى أن من بين المتصلين سفراء دول أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا نبهوه إلى محاذير الاستقالة.
وتابعت الصحفية: "بالموازاة انشغل رئيسا الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري في معالجة أمر استقالة الحريري، لم يكن "حزب الله" الحريص على استمرار الحكومة بعيدًا وقد اشتغلت وساطته على خط الضاحية وبيت الوسط".
وأضافت أن المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل اتصل مرارًا قبل أن يقفل الحريري خطه مستاءً مما آلت إليه الأمور، فأرسل "الحزب" موفدًا شخصيًا إلى الحريري يطلب منه عدم الاستقالة وإمهال الجميع للحل فترة وجيزة.
واستطردت: "بالفعل عدل الحريري موقفه عن الاستقالة وقد أطل مصارحًا الناس بوجود نية لديه بالاستقالة لولا أنه فضل إعطاء فرصة أخيرة للعمل على معالجة الأزمة وسيبني على الشيء مقتضاه".
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أنّ اتصالات بدأت اعتبارًا من ليل الخميس الجمعة، وتكثفت نهار أمس، ما بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وأيضًا بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة، الذي جرى أكثر من اتصال بينه وبين وزير المال على حسن خليل في الساعات الماضية.
كما كشفت مصادر مطلعة على أجواء، أنّ الحريري بدا فيها في ضيق شديد مما بلغته الأمور، ملاحظًا أنّ بعض التحركات الاحتجاجية التي جرت غير بريئة، طارحًا حولها الكثير من علامات الاستفهام.
وبحسب المصادر، فإنّ موضوع الاستقالة، هو خيار مطروح لدى الرئيس الحريري، إنما هو آخر الدواء، إذ ما زالت هناك خيارات أخرى لديه، من دون أن تحدّد مصادر المعلومات ما هي هذه الخيارات.
وأكّدت المصادر بحسب الصحيفة، أنّ خيار الاستقالة مرفوض بشكل قاطع لدى الرئيس بري، لأنّ البلد لا يحتمل، وأن خطوة كهذه لا تحل المشكل القائم، بل تزيد الأمور تعقيدًا.
واستطردت الصحيفة: "بعد كلمة الحريري جرى تواصل بينه وبين النائب السابق وليد جنبلاط، الذي أكد له أنه ماض في الخروج من الحكومة، وأنه لن يتغيّر شيء خلال الـ72 ساعة، فيما تردّد أن الوزير باسيل أرسل إلى الحريري رسالة أكّد له فيها "أنّ لا حاجة للانتظار 72 ساعة فلنبدأ فورًا بالحلول".