رئيس التحرير
عصام كامل

الانسحاب الأمريكي والباقورة والغمر "أبرزها".. 4 أزمات تواجه الكيان الصهيوني

فيتو

حالة من التوتر غير المسبوقة في العلاقات تعيشها إسرائيل في الوقت الراهن نتيجة عدد من الأزمات مع مجموعة من الدول، سواء التي تربطها بها علاقات جيدة كواشنطن أو كالتي تسير معها العلاقات على نحو تقليدي وإن كانت تربطها معها اتفاقية سلام مثل الأردن.


الانسحاب الأمريكي
أولى الأزمات هي مع واشنطن وذلك في ضوء الانسحاب الأمريكي من سوريا وتمهيد الطريق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للغزو التركي ضد الأكراد في الشمال السوري وهو الانسحاب الذي اعتبرته دولة الاحتلال تخلى عن حلفاء واشنطن الأكراد، ما جعل الأصوات تتعالى داخل الكيان وتنادي بأن ترامب ليس حليفًا جيدًا ولا يمكن الاعتماد عليه وسوف يفعل مع إسرائيل كما فعل مع الأكراد، وتلك الأصوات لاقت صدى في واشنطن ومنذ ذلك الحين تستمر الاتصالات الأمريكية الإسرائيلية لبحث هذه المسألة.

وفي ضوء الاتصالات التي لم تنقطع منذ الخطوة الأمريكية في سوريا، يلتقي اليوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي وصل دولة الاحتلال الليلة الماضية، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مقر إقامته في القدس المحتلة، وسيحضر الاجتماع، مسئولون إسرائيليون آخرون رفيعي المستوى، وتأتي زيارة بومبيو عقب زيارة له إلى تركيا.

طمأنة الاحتلال
ولطمأنة الكيان الصهيوني في ضوء توتر العلاقات في الآونة الأخيرة بسبب سوريا، كتب بومبيو على "تويتر"، قائلًا: "من الجيد أن أكون في إسرائيل اليوم، ونتطلع إلى الاجتماع ومناقشة مجموعة من القضايا المهمة، بما في ذلك التطورات الإقليمية والتهديدات، وأمن أقرب حلفاء وشركاء أمريكا"، ومن المتوقع أن يطلع بومبيو نتنياهو، على المحادثات التي أجراها في أنقرة، مع الرئيس التركي رجب أردوغان.

وتساءل مراقبون ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن إسرائيل كما تخلت عن الأكراد، وقال الوزير الإسرائيلي يوفال شطاينتس من الحزب الحاكم: "ما يحدث في شمال سوريا، يجب أن يذكرنا بأننا بحاجة لحماية أنفسنا بقوتنا الذاتية كما هو الحال دائمًا، وعدم الاتكال على الآخرين".

الباقورة والغمر
على الجانب الآخر، فرغم إبلاغ المملكة الأردنية قبل عام الاحتلال الإسرائيلي أنها تنوي استعادة السيادة على منطقتي الباقورة والغمر اللتين تستأجرهما إسرائيل بموجب اتفاقية السلام المعروفة باسم "وادي عربة" وذلك لمدة 25 عامًا، إلا أن الجانب الصهيوني كان يعتقد أنها مجرد تصريحات ليس إلا، ولكن مع اقتراب الموعد المحدد لعودة الباقورة والغمر إلى الأردن بشكل فعلي وذلك في 26 أكتوبر الجاري، بدأت شرارة الغضب تشتعل من إسرائيل.

في البداية ادعى الصهاينة أن الأردن سوف تمدد المدة التي تم الإعلان عنها قبل عام والتي تنتهي نهاية الشهر الجاري لكن مع إصدار نفى رسمي من الأردن أول أمس اجتاح الغضب إسرائيل، وبدأت الصحف العبرية تتحدث عن المجهول الذي ينتظر الصهاينة بعد دخول هذه الخطوة حيز التنفيذ ليصف الإعلام العبري أن يوم تسليم الباقورة والغمر هو يوم أسود في تاريخ إسرائيل ورصدت تداعيات تلك الخطوة على الاحتلال والمزارعين الإسرائيليين، وهذه القضية تثير توترا كبيرا بين الأردن وإسرائيل في الوقت الراهن، ويبحث الكيان الصهيوني سبل الرد كونها أبرز القضايا التي تؤرق الكيان حاليًا.

اعتصاب السائحة البريطانية
قضية أخرى مثيرة للجدل أثارها مجموعة شباب إسرائيليين في قبرص بعد اغتصابهم لسائحة بريطانية في أحد الفنادق القبرصية، مما أثار أزمة بين البلدين خاصة أن تل أبيب كانت تريد تبرئة ساحة شبابها في حين أن الموقف وضع قبرص أيضًا في أزمة مع بريطانيا بسبب إسرائيل لذا تشوب العلاقات بينهما في الوقت الراهن توترات غير مسبوقة في وقت تحاول فيه دولة الاحتلال لململة جراحها من الكثير من الأزمات على المستوى الداخلي والخارجي أيضًا، وذلك رغم أن قبرص أطلقت سراح الشباب الإسرائيليين المتهمين بالاغتصاب بعد اعتقالهم تحت دعاوى أن الاغتصاب جرى برضا الفتاة البريطانية.

ونفى المتهم الرئيسي في البداية وجود أي علاقات بينه والسائحة، ثم أقر بأنهما أقاما علاقة غير شرعية معها مرتين قبل الحادث، ثم اعترف أنه وصديقه كررا ذلك مع الضحية ليلة وقوع الحادث وذلك بحضور أصدقاء لهما في الغرفة، مدعيا أن هذا جرى بموافقة الفتاة.

الأردن تكذب إسرائيل وتنفي مد تأجير منطقتي الباقورة والغمر لتل أبيب

فشل تشكيل الحكومة
أزمة أخرى تواجهها دولة الاحتلال وهي أنه في ظل توتر العلاقات الراهن مع عدد من الدول فإنه لديها فشل ذريع في تشكيل الحكومة، حيث لم ينجح نتنياهو حتى الآن في ذلك ولم تلبى دعوات تشكيل حكومة الوحدة المزعومة التي يجري الحديث عنها داخل الكيان الصهيوني، وهو ما دفع الوزراء الصهاينة للقول بأن هناك تطورات جديدة في المنطقة، وأن إيران أصبحت عدوانية بشكل متزايد، لذلك تحتاج إسرائيل إلى حكومة وحدة وطنية على الفور.
الجريدة الرسمية