لو كنت وزيرًا
بديهي أن هناك قواعد وضوابط لا بد أن تتوفر في اختيار الوزراء والمحافظين، من أهمها الحس السياسي والخبرة والكفاءة والقدرة على العطاء والعمل تحت الضغوط، ومن المفترض أن من يتبوأ هذا المنصب لديه رؤية مستقبلية ثاقبة قابلة للتنفيذ، بعيدة عن الشعارات.
ولو صدر قرار بتعييني وزيرًا في الحكومة الجديدة أو محافظًا في حركة تعيينات المحافظين الجدد من واقع خبرتي في العمل السياسي والخدمي، وما لدى من وطنية وكفاءة وسلوك شخصي ورؤية للمرحلة المقبلة، ونظريات مهمة صالحة للتنفيذ أستطيع تنفيذها وقدرة على القيادة في ضوء الأولويات..
بديهي أن القرار سيواجه بترحيب وقبول واسع من قبل الأغلبية الذين يدركون مشوار حياتي، وسينتظر الجميع أدائي وكيفية تحقيق الإنجازات، والبعض يسرع الخطي لمدحي وأيضًا نفاقي، ويكثر المتملقون ويحيط أصحاب المصالح بي من كل جانب لتحقيق المكاسب بواسطة الأدوات الرخيصة التي يملكونها بشتى الأنواع، رغم إدراكي أن عيون الأجهزة الرقابية والأمنية مصوبة نحوي ولكنها لم تنجح في الوقوع بي، لأنني وهبت نفسي للعمل العام، وأستهدف تحقيق الإنجازات وأدرك أن التاريخ لن يتجاهل كل من عمل واجتهد وحقق ما لم يستطع أحد أن يحققه من قبل..
هناك وزراء ومحافظون وقعوا في المحظور، ولم يكن لديهم خبرة أو رؤية فودعوا مناصبهم بصورة مخزية أو بصمة واحدة تركوها قبل رحيلهم، في الدول المتقدمة أي إخفاق يحدث في الأداء بالنسبة للحكومات يترتب عليه تغيير الحكومة بأكملها، ويتم تشكيل حكومة جديدة، لقد شربت من ماء النيل العظيم وشربت من ماء السياسة، حيث أخذت ما أخذته وتركت ما تركته..
التقيت الرئيس "السادات" ونائبه "مبارك" عندما كنت رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة عين شمس عام ١٩٨٠ ودار بيني وبين القائد حوار ودي في قصر الزعفرانة بالجامعة، ولقيت استحسانًا منه.. شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، ولم أكن يومًا عضوًا في أي حزب من الأحزاب السياسية رغم كم الإغراءات؛ لأنني على يقين أن الوطن هو حزبي الأكبر..
أتمنى أن تشهد المرحلة القادمة حسن الاختيار؛ لأن القادم يشير إلى أن الطريق صعب وطويل، لكني متفائل بشرط أن نمضي سويًا، الشعب قبل الحكومة، نحو مستقبل أفضل تحت قيادة رئيسنا المفدى "عبد الفتاح السيسي".