الإحصاء: انخفاض نسبة الفقر بالصعيد إلى 51.9% في 2017 / 2018
أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الخميس، انخفاض نسبة الفقر بإقليم الوجه القبلي إلى 51.9% في بحث 2017/2018.
وأصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تقريرا بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر.
وأوضح "مؤشر الفقر متعدد الأبعاد لعام 2019" الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 101 دولة تمت دراستها (من بينها 31 دولة بدخل قومي منخفض و68 بدخل متوسط و2 بدخل قومي مرتفع) بأن هناك 1.3 مليار شخص يعانون الفقر "متعدد الأبعاد".
وأوضح التقرير أن منطقتي جنوب صحراء أفريقيا وجنوب آسيا تحتويان على أكبر نسبة من الفقراء في العالم نحو 84.5%. وهناك عدم مساواة في الفقر بين هاتين المنطقتين ففي دولة جنوب أفريقيا تبلغ نسبة الفقر 6.3% بينما في جنوب السودان تصل إلى 91.9%، وفي جزر المالديف الواقعة في منطقة جنوب آسيا 0.8% مقارنة بنسبة 55.9% في أفغانستان، وهناك فوارق شاسعة داخل الدول فمثلا أوغندا يتراوح مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد من 6% في عاصمتها كمبالا إلى 96.3% في كاراموجا بشمال شرق أوغندا.
وقال التقرير أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر هناك نحو 663 مليونا من الأطفال دون سن الـ 18 عاما ونحو الثلث منهم أي نحو 428 مليون هم أطفال دون سن العاشرة.
وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال أي نحو 85% يعيشون في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتنقسم أعدادهم بالتساوي تقريبا بين هاتين المنطقتين.
وأوضح التقرير أن 90% من الأطفال دون سن العاشرة ممن يتعرضون لنوع "الفقر متعدد الأبعاد" يعيشون في بوركينا فاسو وتشاد وإثيوبيا والنيجر وجنوب السودان.
ثانيًا: أهم مؤشرات الفقر من واقع بيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك 2017 / 2018:
وتستخرج مؤشرات الفقر من نتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك حيث يوفر البحث حجم ضخم من البيانات التي يتم الاعتماد عليها في قياس مستوى معيشة الأسرة والأفراد، وكذا توفير البيانات اللازمة لقياس الفقر واستخدامها في تحديد الفئات المستهدفة للبرامج الاجتماعية المختلفة لإرساء قواعد العدالة الاجتماعية.
1- نسبة الفقر المادي (الكلى):
أ- التغير في نسبة الفقر لإجمالي الجمهورية لعام 2017 /2018 مقارنة بعام 2015:
· هناك زيادة في نسبة الفقر وصلت إلى 4.7 نقطة مئوية بين عامي 2015- 2017 /2018، ويرجع ذلك إلى إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم به الدولة.
ب- التغير في نسبة الفقر في الأقاليم الجغرافية لعام 2017 /2018 مقارنة بعام 2015.
تشير البيانات إلى انخفاض نسبة الفقر في إقليم الوجه القبلي ليصل إلى 51.9% في بحث 2017 /2018 مقابل 56.7% عام 2015 وذلك بسبب زيادة الاهتمام بإقليم الصعيد وقد شهدت باقي الأقاليم ارتفاعًا نسبيًا في نسبة الفقر.
ج- تزيد نسبة الفقراء مع زيادة حجم الأسرة.
زيادة حجم الأسرة هو سبب ونتيجة للفقر في نفس الوقت، فهو نتيجة للفقر لأنه ليس لدى الأسر الفقيرة الحماية الاجتماعية الكافية وبالتالي تلجأ هذه الأسر إلى زياده عدد الأطفال كنوع من الحماية الاجتماعية عند التقدم في السن أو الإصابة بالمرض باعتبارهم مصدر للدخل. كما أن الأسرة لديها مسئولية كبيرة في زيادة نسب الفقر بسبب زيادة عدد أفرادها على الرغم من زيادة الدعم بأنواعه (الغذاء - التعليم-الطاقة..الخ) إلا أنه تزيد مع زيادة حجم الأٍسرة.
- 7% فقط من الأفراد الذين يعيشون في أسر بها أقل من 4 أفراد هم من الفقراء عام 2017/2018، بينما تزيد تلك النسبة إلى 49.3% للأفراد الذين يقيمون في أسر بها 6-7 أفراد.
- 75.8% من الأفراد الذين يعيشون في أسر بها 10 أفراد أو أكثر هم من الفقراء.
د- تتناقص مؤشرات الفقر كلما ارتفع مستوى التعليم.
- انخفاض المستوي التعليمي هو أكثر العوامل ارتباطًا بمخاطر الفقر، حيث تتناقص مؤشراته كلما ارتفع مستوى التعليم. فبلغت نسبة الفقراء بين الأميين 39.2% في 2017/2018 مقابل 11.8% لمن حصل على شهادة جامعية.
- وبلغت نسبة الفقراء بين حاملي الشهادات فوق المتوسط 20.1%، وبلغت النسبة بين من حصلوا على شهادة ثانوية 22.4%، وبلغت بين الحاصلين على شهاده إعدادية 34.4%، و38.3% للشهادة الابتدائية، و33% لمن يحملون شهادة محو الأمية.
-ترتفع هذه النسبة بين الحاصلين على الإعدادية وما دونها. حيث أن 39.2% من الأميين فقراء في عام 2017 /2018، مقابل 40.1 % في عام 2015.
- لولا منظومـــة الدعم الغذائي ودعم الطاقة (البوتاجاز – الكهرباء ) لارتفعت نسبه الفقراء كما أن الدعم يستفيد منه الشرائح الأقل وكذلك الأعلى.
- متوسط ما تحصل عليه الأسرة من مختلف أنواع الدعم (دعم غذائي – دعم بوتاجاز – دعم كهرباء) نحو 640 جنيه شهريًا أي حــوالـــى 7680 جنيـــه سنويًا والذي يوضح أثر الدعم في تخفيض نسب الفقر.
- ساهم دعم البوتاجاز في تخفيض نسبة الفقر بنحو 5.2% من السكان، بينما خفض دعم الكهرباء ما يساوي 4.7% من نسبة الفقراء لإجمالي السكان، وخفض دعم الغذاء نسبة الفقر بنحو 5.3%.
3- فيما يلي استعراض جهود الدولة لتحقيق الحماية الاجتماعية للفقراء والخروج من دائرة الفقر من خلال:
أ- تحسين آليات الاستهداف الجغرافي للفقراء:
-تم إعداد خريطة للفقر تحدد فيها الأسر الفقيرة وأماكن تواجدهم على مستوى محافظات الجمهورية وفي مختلف القرى والمراكز، الذي أعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من بيانات بحث الدخل والإنفاق للحصول على نموذج يمكن استخدامه في تقدير المستوى المعيشى للأسرة ويتم تطبيق هذا النموذج على البيانات الفردية من واقع بيانات التعداد الأخير.
-تم تعظيم الاستفادة من خريطة الفقر: من خلال قيام الوزراء والمحافظين ومجالس المدن والأحياء بالمحافظات بمعرفة التوزيعات الجغرافية للوحدات الإدارية وكذلك معرفة الخصائص السكانية ونقاط القوة والضعف سواء على مستوى توفير الخدمات والمرافق (مياه – صرف –غاز) وكذلك نسب الفقر والأمية ومتابعة الإنجاز المحقق على صعيد كل خدمة.
-تم التوسع في منظومة الدعم الغذائي من خلال زيادة قيمة الدعم للفرد المسجل على البطاقة التموينية إلى ٥٠ جنيـه شهريًا للمواطن لعدد أربعة أفراد مقيدين على البطاقة وما زاد عن ذلـك ٢٥ جنيه للفرد شهريًا وذلك في يونيو 2017 بدلا من 15 جنيه في يونيو 2015.
- تطبيق منظومة الخبز المدعم في 27 محافظة، وتخصيص 150 رغيفًا شهريًا لكل مواطن، ودعم السلع الغذائية الأساسية فيما يعرف بدعم السلع التموينية.
ج- برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة" :
- الهدف من البرنامج تقديم دعم نقدي للأسر الفقيرة، يتم صرفها شهريا لضمان نمو الأطفال صحيا وتغذيتهم جيدا، وإبقائهم في المدارس للتعليم، والحد من الظواهر السلبية مثل التسرب من التعليم وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع والعمل على حماية الفئات الأولى بالرعاية من المسنين وذوي الاعاقة والأيتام والمطلقات والارامل.
- بدا تنفيذ برنامج تكافل وكرامة في مارس عام 2015، وبلغ عدد مستفيدي البرنامج 2 مليون و250 ألف اسرة من جميع محافظات الجمهورية بلغت تكلفة البرنامج منذ إطلاقه حتى الآن 31 مليار جنيه عام 2019.
د- برامج مكملة لبرامج مد الحماية الاجتماعية" برنامج سكن كريم :
يهدف البرنامج إلى تحقيق التحسن المُستدام للأوضاع الصحية والبيئية للأسر الفقيرة، من خلال مد وصلات مياه الشرب ووصلات الصرف الصحى وبناء أسقف ورفع كفاءة المنازل.
- برنامج "اتنين كفاية":
يهدف برنامج المساهمة في الحد من الزيادة السكانية ونشر الوعي بأهمية تنظيم الاسرة وإتاحة خدمات الصحة الإنجابية من خلال الجمعيات الأهلية بين الأسر المستفيدة من الدعم النقدى «تكافل وكرامة».
- برنامج فرصة :
لدعم الفئات الأكثر احتياجا وغير القادرة على العمل لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الوظائف اللائقة المناسبة لهم، عن طريق اتاحة الفرصة للتدريب والتشغيل سواء عن طريق التشغيل المباشر لدى القطاع الخاص وجمعيات المستثمرين والأعمال عن طريق إتاحة وتيسير المشروعات متناهية الصغر.
- برنامج لا أمية مع تكافل وكرامة:
ويستهدف تخفيض مستفيدات تكافل وكرامة من الأمية عن طريق نشر برامج التوعية والمساهمة في محو أميتهم وذلك بهدف توفير المزيد من الرعاية والاهتمام بالفئات الأكثر احتياجا في المجتمع من خلال توفير حياة كريمة وتحسين مستوياتهم المعيشية.
هـ- مبادرة حياة كريمة
لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية ومساعدة الاسر الفقيرة والأكثر احتياجا، تم تقسيم القرى الأكثر احتياجًا بالتنسيق مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إلى ثلاثة مراحل وهي كالتالي:
المرحلة الأولى: تستهدف القرى الذي تزيد فيها نسبة الفقر من 75% تضم 277 قرية في 15 محافظة واغلبها من الوجه القبلي وتتصدر محافظة سوهاج المرتبة الأولى من حيث نسبة الفقر.
- المرحلة الثانية: تستهدف القرى التي يصل فيها نسبة الفقر من 60% إلى 75% القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى.
- المرحلة الثالثة: نسبة الفقر من 50% إلى 60% حيث تم اختيار القرى الفقيرة الأكثر احتياجًا لتخفيف حدة الفقر وتقديم خدمات لتحسين مستوى المعيشة.
- الفئات المستهدفة في المبادرة:الأسر الأكثر احتياجًا في القرى المستهدفة والفئات الراغبة في التطوع والشباب القادر على العمل والأيتام والنساء المعيلات والأطفال والأشخاص ذوى الإعاقة.
4-مجالات التدخل في مبادرة حياة كريمة لمكافحة الفقر فتنقسم إلى:
- تدخلات وخدمات مباشرة:
توفير سكن كريم من خلال بناء أسقف ورفع كفاءة المنازل، ودعم البنية التحتية من صرف صحى ووصلات مياه وخلافه وتنمية الطفولة وإنشاء الحضانات، فضلا عن تدريب وتشغيل من خلال تنفيذ المشروعات.
- تدخلات الخدمات غير المباشرة
تتمثل في تقديم مواد غذائية وتدخلات بيئية، فضلا عن تدخلات في قطاع الخدمات الصحية تشمل قوافل طبية وعمليات جراحية وتوفير أدوية وأجهزة تعويضية تشمل سمّاعات ونظارات وكراسي متحركة وعكازات، كما تتضمن المبادرة أيضًا تجهيز الفتيات اليتيمات استعدادا للزواج، بما يشمل ذلك من تجهيز منازل الزوجية.
- مجال التدريب والتشغيل :تضمن المبادرة إقامة مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى، وإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات في الدور الإنتاجي.
- جهود الدولة على مستوى التعليم:زيادة الإنفاق الموجه للتعليم لتبلغ الاستثمارات الموجهة للتعليم 104 مليار جنيه عام 2019/2020 وذلك مقارنة بـ66.1 مليار جنيه في 2013 /2014 بتحقيق معدل نمو بلغ 57%.
ز- جهود الدولة على مستوى الصحة: المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار(100 مليون صحة) بهدف إجراء فحوصات ومسح طبى شامل ومجانى لفيروس سى والكشف عن أمراض الضغط والسكر والسمنة لـ 75 مليون فرد.
· مبادرة نور الحياة هدفها مكافحة وعلاج مبكر لضعف وفقدان الإبصار من خلال التشخيص والعلاج المبكر إلى جانب قانون التأمين الصحى الجديد وخفض قوائم الانتظار، والاهتمام بالعلاج على نفقة الدولة وبلغت الاستثمارات الموجهة للصحة 73 مليار جنيه للعام المالى الحالى 2019 /2020 مقارنة بـ26.1 مليار جنيه في 2013/2014 بمعدل نمو بلغ 180%.
ح - جهود الدولة فيما يخص التوزيع الجغرافي:
الاستثمارات الحكومية الموزعة خلال العام المالى الحالى 2019 /2020 على المحافظات بلغت 211 مليار جنيه تم توجيه 15% منها بنحو 30 مليار جنيه لمحافظات الصعيد بنسبة نمو 247% مقارنة بعام 2013/2014 بما يعكس حرص الدولة على معالجة الفجوات التنموية.
ويأتى صدور البيان بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر والذي يحتفل به يوم 17 أكتوبر من كل عام. وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1993 بهدف تعزيز الوعي للحد من الفقر والفقر المدقع في كافة الدول وبشكل خاص في الدول النامية، وتستهدف الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة خفض نسبة من يعيشون في فقر مدقع إلى 2.5% بحلول عام 2030.
ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " لنعمل جميعا على منح الأطفال والعائلات والمجتمع سبل القضاء على الفقر" (وتحل هذه السنة الذكرى السنوية الثلاثين للإعلان العالمي لحقوق الطفل).