رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تدير الإخوان ملف تجنيد أعضائها مؤسسات الدولة؟.. لديهم تصميم جاهز دائما للتخفي في أنشطة عامة.. الرياضة والتجارة والتعليم أخطر ملفاتها.. هدفهم التشويش على أجهزة الأمن لإنجاح عمليات الاستقطاب

الإخوان
الإخوان

ليس من السهل على الإطلاق تصور حل خلايا جماعة الإخوان الإرهابية، بين يوم وليلة، أو حتى بقرار إداري، خاصة بعدما ظلت على مدار عقود تعمل على ملفات حدة في دس أعضائها على جميع مؤسسات الدولة، وفي شتى مجالات الحياة، وليس غريبا أن يكون لديها تخصص في «التجنيد» وهو ما نكشفه في السطور القادمة.


جبريل العبيدي: إطلاق مسلحي داعش من سجون سوريا مخطط تركي لإشاعة الفوضى في المنطقة

تصميم جاهز
تم تصميم عملية تجنيد الإخوان داخل مؤسسات الدولي، للتشويش على مسئولي الأمن، ومنعهم من اختراق كل حصون التنظيم، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أيضا.

كان المجندون الإخوان يتعاملون خارج سياقات السياسة، ويشاركون في أنشطة مثل التدريس والرياضة، والتجارة، وحتى الفن، وغالبا لا يكشف هؤلاء المجندون في البداية عن أنفسهم كأعضاء في الجماعة، فهم في النهاية أصحاب مهمة عقائدية، مهمتها اختراق القواعد الشعبية، بداية من استهداف الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم تسعة أعوام.

حاول عملاء الإخوان السريون دائما، استمالة الذين كان يقع عليهم الاختيار من أصحاب الفكر المحافظ، أو الملتزمين دينيا، أو المهمشون في فترة تستمر من ستة أشهر إلى أربع سنوات، يتم مدهم خلالها بكتب عن الدين، ثم رويدا رويدا يدسون عليهم أيديولوجية الإخوان، ودائما ما ينادون الإخوان المتحملون باسم «الحبيب».

مع الوقت، إذا أثبت المحب، أنه يتفاعل بشكل جيد من أيديولوجية الجماعة، يدخل إلى ساحة «الأسرة» الإخوانية مع أربعة أو خمسة أعضاء من الجماعة، يجتمعون مرة كل أسبوع، بهدف تثقيف وتقوية المحب، للعمل على تصعيده درجة أخرى باسم «المؤيد»، وهي مرحلة تستمر من سنة إلى ثلاث سنوات، وخلالها لا يحق له التصويت على أي قرارات مؤسسية للجماعة، إلا أنه يستطيع التبشير والتدريس في المساجد، وتجنيد مرشحين جدد على مستوى «الحبيب ــ المؤيد».

وإذا أثبت جدارته، يصبح عضوا، يكون مهمته تشكيل مجموعات عمل، وتحفيظ القرآن. وإدارة مليشيا للجماعة لتشويه الخصوم، بعدما يرقى حسب التقارير إلى عضو عامل، يكون له الحق في التصويت بالانتخابات الداخلية للجماعة، والتنافس ضمن التسلسل الهرمي القيادة.

خمول تنظيمي
يقول إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالجماعة، إن الإخوان الآن في مرحلة خمول إستراتيجي، وإعادة تربيط مفاصل النظام التي تفككت بسبب ثورة 30 يونيو 2013، موضحا أنهم يعيشون على أمل أن تخدمهم الظروف الدولية والمحلية وتمهد لهم الطريق للعودة للمشهد السياسي أكثر قوة واختراقًا للمجتمع، مردفا: في اعتقادى أن جماعة الإخوان تحتاج من 10 لـ 15 سنة لاستعادة توازنها والرجوع للمشهد السياسي.

ويرى ربيع، أن مفهوم وفكرة التجنيد لدى الجماعة، يعتمد بشكل كبير على الاختبارات النفسية، وهناك أكثر من مرحلة يمر بها الشخص قبل دخوله وتجنيده في جماعة الإخوان، أول خطوة هي تتبع الهدف على طريقة “بالصدفة والله”، بمعنى أن الشخص المكلف بالتجنيد يراقب ويظهر للشخص المكلف بتجنيده في جميع الأماكن التي يذهب إليها وفى أوقات مختلفة حتى يتعود على رؤيته.

وأكد ربيع، أن بعد هذه المرحلة، خطوة أخرى، لتوثيق التعارف وفيها يتبادل الشخصان الأسرار والحكايات، ويذهبا سويا للمسجد والصلاة معا وحضور دروس دين في المساجد، لتأتى المرحلة الرابعة وتتعلق بالاهتمام بالإسلام عبر قراءة كتيبات بعينها مليئة بالمعلومات المغلوطة عن أشياء في الدين والحياة، من إعداد الجماعة.

وأوضح أن الأمر يتطور مع الوافد الجديد، لدمجه في أسطورة الاهتمام بالعمل الإسلامي، بمعنى أن يذهب الشخص للجمعيات التابعة لجماعات الإخوان للمشاركة في توزيع السلع الغذائية وغيرها على الفقراء والمحتاجين، لتأتى المرحلة الأخيرة وهى إقناع الشخص بوجوب وأهمية العمل في جماعة منظمة، وهنا يحين موعد الدورة التصعيدية والتي تستمر لـ4 أيام في مكان مغلق يتم فيه غسل عقل الشخص تماما، على حد قوله.
الجريدة الرسمية