"الإفتاء" تؤسس أول أرشيف عملاق للفتاوى على مستوى العالم
أطلقت وحدة الدراسات الإستراتيجية التابعة لدار الإفتاء المصرية، أول محرك بحثي خاص يعنى بجمع الفتاوى وأرشفتها، معتمدًا على خدمات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بهدف الخروج بمؤشرات تفيد صناع القرار وكافة المعنيين، وإيجاد آليات لمواجهة التحديات المقبلة.
جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر الإفتاء العالمي الخامس الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يومي 15 و16 أكتوبر، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور وفود من أكثر 85 دولة على مستوى العالم.
وقدّم طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى ورئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بدار الإفتاء المصرية، عرضًا لأهم ما تضمنه محرك بحث الفتاوى ومنصته الإلكترونية، والنتائج والتحليلات والأرقام والإحصاءات الدقيقة التي من المنتظر أن تنتج عنه.
وقال أبو هشيمة إن تلك البوابة الرقمية تعتمد على التقنيات الحديثة في جمع الفتاوى وتتبع الجديد منها أولًا بأول وعلى مدار الساعة، وذلك من كافة المصادر الرسمية وغير الرسمية، سواء كانت تقليدية أو مواقع تواصل اجتماعي؛ لاستخراج التقارير والتوصيات التي تفيد صُناع القرار وكافة المتخصصين، من خلال استخدام خصائص الذكاء الاصطناعي، بما يوفر الجهد البشري والوقت والتكلفة المستخدمة في رصد الفتاوى وتفنيدها يدويًّا.
وأكد مدير المؤشر العالمي للفتوى أن أهم أسباب إنشاء هذا المحرك هو سرعة انتشار المحتوى الرقمي، والذي يتطلب في المقابل سرعة التحليل والرد على الآراء الشاذة والخطابات المنحرفة، وكذلك اتجاه أغلب المؤسسات والهيئات إلى النشر الرقمي كبديل عن الطرق المعتادة والكلاسيكية، وسهولة الوصول إلى المحتويات الرقمية وتحليلاته الدقيقة.
وقال أبو هشيمة إن محرك البحث يتضمن 16 شاشة رقمية تعمل وفقًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها وتصنيفها، بداية من شاشة "مستجدات الفتوى" والتي تستعرض ما يقرب من (1500) فتوى يوميًّا من مصادرها الأصلية، وإمكانية البحث خلالها بالمصدر الناقل للفتوى، أو التاريخ، أو التصنيف الموضوعي للفتاوى بشكل سهل ودقيق.
وتطرق رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بدار الإفتاء إلى نقطة غاية في الأهمية، ألا وهي تجميع المنصة لكافة فتاوى حروب الجيل الخامس، والإصدارات والتصريحات الصادرة من قادة التنظيمات الإرهابية المختلفة، وتصنيف فتاويهم وفقًا لكل تنظيم، أو بحسب مُنظريهم وقادتهم.
ولفت إلى أن محرك البحث يحتوي أيضًا على قاعدة بيانات بكافة المفتين وجنسياتهم، وجهة عملهم، ومواقعهم، وحساباتهم الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيرة ذاتية عن كل كل منهم.
وأوضح أبو هشيمة أن المنصة تتيح معلومات عن المؤسسات والهيئات والمجالس الإفتائية، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، والأمر نفسه فيما يتعلق بالقضايا الإفتائية المختلفة وأماكن إثارتها للجدل، كما توفر المنصة إجراء إحصاءات ومؤشرات سريعة حول كل ما يتعلق بالفتاوى بالنسب والأرقام المبنية على معادلات صحيحة.
وأشار أبو هشيمة إلى أن محرك البحث يضم ما يقرب من 500 دار إفتاء رسمية ومواقع المجالس والمؤسسات المعنية بالفتوى، والمواقع الإسلامية المتخصصة، والصفحات الدينية في الصحف والمواقع الإخبارية، كما يضم ما يقرب من 1500 حساب موثق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: "تويتر" و"فيس بوك".
ولفت إلى أن كل تلك المصادر والشخصيات تتنوع من حيث نطاقاتها ودوائرها الجغرافية، بين مصادر وشخصيات عربية وأجنبية، ولغات مختلفة. وأخيرًا أوضح مدير المؤشر العالمي للفتوى أن المنصة تجمع كافة الفتاوى المتعلقة بمجال أو موضوع واحد في شاشة واحدة، الأمر الذي يستغرق وقتًا ومجهودًا أقل، وذلك كتجميع الفتاوى الخاصة بالعبادات مثلًا أو المعاملات أو فتاوى المجتمع والأسرة...إلخ، بغض النظر عن جنسية الفتوى.