رئيس التحرير
عصام كامل

حرائق لبنان.. بفعل فاعل؟!


في 8 أيام امتدت بين 18 إلى 26 نوفمبر عام 2016 شهدت الأرض المحتلة في إسرائيل 1773 حريقا، حتى إن "حيفا" مثلا كانت الأكثر تضررا، واحترق بها ما بين 400-500 وحدة سكنية قضي عليها الحريق تماما! وكذلك مستعمرات مستوطنات "دوليف" و"غيلون" و"تلمون" و"نيريت" و"حلميش" وكثير من المدن في فلسطين المحتلة!


الخسائر كانت كبيرة 44 قتيلا و12 حيا و130 ألف دونم أي ما يعادل 30 ألف فدان تقريبا، ووقتها صرح مسئول أمني أن ثلث الحرائق على الأقل تمت بفعل فاعل! وبالطبع لم يقل المسئول الأمني الإسرائيلي أي ثلث يقصد؟ هل الثلث الأول من الحرائق؟ أم غيره، وما نعرفه أن الحرائق لو كانت كلها بفعل فاعل فلا يستطيع أي مسئول الاعتراف بذلك، وإلا كانت فضيحة كبرى وشعر المحتلون بعدم الأمان نهائيا!

في 2019 تكررت الحرائق بصورة مشابهة وفي توقيت ملتهب بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وألمحت قيادة في المقاومة بجنوب لبنان كما ألمح مقاومون فلسطينيون أنهم سيلجأون لحرق الأراضي الإسرائيلية ردا على ما يقوم به جيش الاحتلال!

أمس وفي لبنان الحبيب اشتعلت الحرائق فجأة في المناطق الساحلية، مثل "الدامور" و"الدبية" و"المشرف" وكذلك مزرعة "يشوع" وغيرها مثل "الشوف" و"جبل لبنان" وغيرها من المناطق في الشمال والجنوب!

وفي سرعة رياح بلغت الـ 50 كيلومترا في الساعة أي في ظل طقس متقلب في المنطقة كلها، وبين دولها أدى إلى مصرع مستوطنين على شواطئ غزة بسبب صاعقة جوية!

"ريمون خطار" المدير العام للدفاع المدني يصرح أن عدد الحرائق بلغ 104 حرائق، لا يجد لها تفسيرا، وقال حرفيا "الحريق الذي يشتعل الواحدة صباحا يضع العديد من علامات الاستفهام"!

ونحن نضع معه أيضا علامات الاستفهام ذاتها في حرائق لم يشهدها لبنان منذ عشرات السنين، وفي ظل رياح كبيرة يمكن التنبؤ بها من خلال أجهزة الأرصاد الجوية.. أما الأعطال بالمروحيات التابعة لإدارة الإطفاء فعميل صغير أو خبر سابق في أي صحيفة يكشفها! وبذلك تكون المنطقة كلها تحت نيران من كل مكان.. غزو لسوريا وحرائق في لبنان وحملة مسعورة على مصر!!

الغضب العارم يجتاح لبنان.. في وقت لا يحتاج فيه إلا للوحدة والتماسك على الأقل إلى أن تمر الأزمة.. وبعدها يكون لكل حادث حديث ولكل حريق.. تحقيق!
الجريدة الرسمية