"قيس سعيد" ومصر !
قال ساخرا وبصوت مرتفع: زعلان عليك.. أهو الشعب التونسي الذي تدافع عنه أحرجك وانتخب رئيسا إخوانيا يكره مصر!
قلت: ياه.. كل ده؟ ومن أين عرفت ذلك؟!
قال: أهو جينا للمقاوحة بقى.. يا بيه العالم كله بيتكلم.. إنت مش عايش ع الكوكب ولا إيه؟
قلت: هايل.. سهلة أهي.. العالم كله بيتكلم أنا أريد فقط 10 من هذا العالم يتمتعون بالاحترام قالوا هذا الكلام!؟ إيه رأيك أوكازيون.. 7 فقط.. أو 5 ياللا!
قال: إنت بتسخر مني ؟ كل مصر بتتكلم على فيس بوك!
قلت: أيوة كده.. قول إنه كلام على فيس بوك.. مصدر الشر الدائم
قال: لا تلمح إني أتأثر بفيس بوك ومراهقيه.. وسائل إعلام أجنبية وفرنسية تحديدا قالت إنه سلفي!
قلت: اقعد كده وارتاح وهفهمك.. أولا أنا لا ألمح، أنا أتهمك فعلا وأرى أنك ستظل طول عمركا أسير فيس بوك ومراهقيه ومجانينه ولجانه الإلكترونية.. لأنك أصلا لا تملك عقلا نقديا يقدر على التفكير والتحليل والاستنباط.. والنبأ أو الإشاعة على فيس بوك لا قيمة لها، لأن مصدرها واحد يجعلنا كشعوب عربية نفسد ما بيننا يوميا.. يعني إحنا شعوب لقطة لإسرائيل وللإخوان.
قال: لا ترهبني بهذا الكلام.. إنت عارف إني لست إخوانيا!
قلت: أعرف.. وأطلقنا من أجلك ومن أجل من مثلك مصطلح "التأخون اللا ارادي"، أي من يتبنون منطق الإخوان ويقدمون لهم خدمات مجانية دون وعي.. واسمع.. أنا وانت عند الإعلام الغربي والفرنسي علمانيان.. وهم بهذا يقصدون أننا من أنصار الدولة المدنية.. لكنها مصطلحات إعلامهم تتفق مع بيئتهم ومفاهيمهم.. ووصف الرئيس التونسي الجديد بالسلفي لا تعني أنه من أصدقاء وأنصار "الحويني" و"برهامي"..
إنما معناها -يا سيدي البيه على رأي فريد الديب- إنه محافظ ملتزم بتقاليده وثقافته العربية.. وهذا الالتزام ليس في مواجهة مدنية الدولة.. إنما هناك في بلاد المغرب العربي يكون هذا الالتزام نقيض التغريب والفرنسة الذي فرضه الاحتلال.. وربما كان ذلك سبب التزام الرئيس التونسي الجديد بالعربية الفصحى!
قال: اقعد بقي فسر على مزاجك.. الرجل يؤيد الحكومة الليبية!
قلت: ودول أخرى لنا معها علاقات مهمة تؤيدها.. وكل دولة لها رؤيتها وفق مصالحها وأمنها.. لكن لا يعني ذلك أن من يفعل ذلك عدو لنا.. ثم لا أفسر مصطلحات الإعلام على مزاجي.. فهذه تعريفاته فعلا.. بالمناسبة.. المحافظ أو اليميني في دولة اشتراكية تختلف تماما عن المصطلح نفسه اليميني أو المحافظ في الدول الرأسمالية.. لأن العبرة بأنه محافظ بالنسبة لمين ولإيه! لكن عندنا للاسف كله حاجة واحدة وخلطبيطة!
قال: إنت عايز تقول إيه؟ مش فاهمك أنا !
قلت: أشياء كثيرة.. منها توقفوا عن الكراهية والتحريض بين الشعوب العربية، لأن مستقبلها واحد واتركوا الخلافات للحكام.. ثانيا ليس من الذوق الطعن في اختيار شعب بأكمله.. شعب أسقط مرشح الإخوان قبل أيام.. وثار ضدهم قبل سنوات وهو من ألطف وأجمل وأطيب الشعوب العربية وأكثرهم حبا في مصر.
ثالثا الإخوان يروجون لذلك وتذكر أنهم روجوا الإشاعة نفسها على الرئيس السيسي قبل أن يعطهم أكبر صفعات تاريخهم، وكاتب هذه السطور وحده من نفي ذلك في نوفمبر 2012 بروزاليوسف، والمقال موجود بعنوان "عن الجماعة لازم نفهم"، وسعي الإخوان لإحباطنا بالزعم أن وزير الدفاع منهم.. والرئيس السيسي المحترم هنأ تونس وشعبها ورئيسها أمس.
ورابعا لا تعتمد أي رواية إلا عندما ترى بعينيك.. بعينيك.. فاهم.. خامسا كثيرون يقولون كلاما انتخابيا لكنهم يملكون كلاما آخر في الواقع بعد نجاحهم.. سادسا نقول حتى لو نظم الإخوان صفوفهم وانتخبوا إخوانيا لا يصح أن نخسر شعبا عربيا بل الواجب ندعمه ونقف معه لحين التخلص من أزمته.. لكن أن يدفعنا الإخوان وأعلامهم إلى الموقف الخطأ.. فارحمونا بقي! ومع ذلك التجربة أفضل اختبار واتركونا نرى الرجل ونحكم عليه وسنكون ضده إن كان ضدنا!
قال: ده الإخوان أيدوه؟
قلت: وقوى أخرى ضد الإخوان أيدوه قبلهم.. المرشح الآخر محسوب على نظام "بن على".. وهما مرشحان لا غير!
قال: دول هتفوا ضد السيسي الذي تحبه؟
قلت: الإخوان من هتفوا.. وغير مسموح لهم بإفساد علاقتنا مع الأشقاء.. إنه هدفهم الدائم!
قال: لكن..
قلت: مافيش لكن.. ولا كلمة.. خليك صاحي على فيس بوك.. بدلا من أن يلعبوا بك لعب الكرة الشراب.. كلل مررة!
حفظ الله تونس وشعبها عدا إخوانها وإرهابييها!