رئيس التحرير
عصام كامل

أخيرا فعلها كورد سوريا!


كانت مدن "الحسكة" و"القامشلي" نموذجا في التعايش داخل سوريا من فسيفساء الأولى بتشكلتها الفريدة من العرب والأكراد (الكورد كما يفضلونها) والسريان إلى "القامشلي" حيث أغلبية عربية في المدينة وأقلية كوردية والعكس بريفها حيث أغلبية كردية وأقلية عربية!


بينما لم يشتك أحد -في حدود علمنا- في مدن "عفرين" و"عين العرب" و"رأس العين" وبينما يكتمل المشهد من رئيس علوي ورفيق عمره ووزير دفاعه سني، وكلاهما عربي بينما في قمة السلطة نواب الرئيس ورؤساء الحكومات والوزراء سنة على علويين على كورد على مسيحيين، لم يشعر أحد بأي تفرقة أو أي اغتراب الا عندما قرر اعداء سوريا اختراقها، ولم يجدوا إلا الأبعاد الطائفية والقومية.. وللأسف نجحوا!

النجاح يلزم الدولة التي نجت من المؤامرة أن تناقش أسباب الاختراق الذي جري.. لكن نتوقف عند قرار كورد سوريا أو ممثليهم في المعارك الدائرة "حركة سوريا الديمقراطية" بالانضواء تحت راية الجيش العربي السوري الذي يقاوم مؤامرة الغرب وإسرائيل وتركيا وبعض "الاشقاء" بكل اسف، وقد خاضها الجيش السوري ببطولة نادرة أذهلت العالم في إعادة تنظيم الصفوف وخوض معارك يومية لـ 8 سنوات، ولا نعرف كيف تدبر الدولة هذا الإنفاق الضخم!

ورغم أن قرار "سوريا الديمقراطية" تأخر الـ 8 سنوات كلها، بحث فيها الكورد على مصالحهم الخاصة من دعاوى الانفصال إلى الحد الأدنى منه في الحكم الذاتي.. سيرا خلف الأمريكان والإسرائيليين! واليوم ورغم كل هذه الخسائر والثمن الباهظ إلا أن العودة إلى حضن الوطن والاعتراف بالانتماء اليه حتى لو تأخرت إلا أنها محل ترحيب دائم.. ولا يبقى إلا أمران.. أن تستفيد الشعوب العربية الأخرى من تجربة دولة كانت آمنة مطمئنة لديها قوت شعبها ويفيض، وجاءتها المؤامرة من كل مكان..

والثاني أن لا يكون انضواء الأكراد مقابل أي تعهدات مستقبلية تقدمها سوريا تحمل أي تنازلات.. وهو تخوف وليس احتمالا إذ إن الاحتمال الغالب سيكون بعد دحر "أردوغان" وأوهامه قبل قواته.. وعندئذ يكون مناقشة بعض المطالب أمر منطقي.. خصوصا ما يتصل بخصوصية "الثقافة والتعليم"..
حمى الله سوريا الحبيبة!
الجريدة الرسمية