رئيس التحرير
عصام كامل

"محمد الثالث" محرر شارع طلعت حرب


أحسب أن الأخ "عبد الرحمن البر"، وهو المجدد والمستنير وصاحب الرؤية النافذة، قد وقع فى الفخ؛ إذ إن رفاقًا لي من نوعية المواطنين المزعجين لا بد وهم سائلوك سؤالًا: كيف يحرر محمد الثالث القدس من أصدقائه، وهو المخلص لهم بنص توقيعه على خطاب لأحدهم؟ وكيف وهو الذي أنقذهم من صواريخ المقاومة الفلسطينية عندما تدخل هو وامتداده التنظيمي فى غزة لحصار المقاومة المسلحة بالأرض المحتلة، ومنعهم من تهديد أصدقائه في تل أبيب؟

ربما أقول كلامًا يراه "مفتي" يستقي معلوماته من عرّاف في المساحة غير المحببة إليه وإليهم، إلا أن الواقع يقول: إننا ومنذ ٢٥ يناير لم نتظاهر ضد الإسرائيليين، إلا في أيام المقبور والمغفور له حكم العسكر، وبالتحديد في عهد الرجل الطيب إلى حد السذاجة المشير طنطاوي، وزميله الأكثر سذاجة سامي عنان، أما أيام محرر القدس محمد الثالث فإنه وحزبه وجماعته أول من تحركوا لوقف العنف ضد إسرائيل وليس ضد غزة كما يتصور البعض.

والسؤال الثاني: هل يتعارض مشروع محمد مرسي والمشروع الإسرائيلي في المنطقة؟ .. مرسي يريدها خلافة كما يوهم من لا يعرفون معنى الخلافة، وهو حسب مشروعه لا يمانع في أن يحكمنا الأتراك مرة أخرى، ينهبوننا ويصبح مرسي "فلاح خرسيس"، وأنا وأنت مجرد خدم في قصر الخليفة، وفي المقابل يخطط المشروع الصهيوني إلى إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ويصبح محمد مرسي أقل من الحيوانات في قيمته، أما أنا وأنت فسوف نصبح أقل قيمة من حشرات لا تُرى بالعين المجردة.

أما قول سيدنا "عبد الرحمن البر" بأن مرسي يحرر مصر الآن، وأن صلاح الدين حرّر مصر والشام أولًا، فهو القول المنافي للحقيقة؛ فالأستاذ الدكتور محمد مرسي وجماعته إنما احتلوا مصر بأكثر قسوة من الإنجليز والفرنسيين، فالإنجليز أنشئوا السكة الحديدية، ومرسي الآن "يقطعها"، والفرنسيون أتوا بالمطبعة، ومرسي وزملاؤه أعادونا إلى عصر النسخ، بدليل أن مفتي أكبر جماعة دعوية حسب ادعائهم يحرر القدس من خلال عرّاف يهودي.

والسؤال الثالث الذي لن يستطيع البر ومن على شاكلته أن يجيبونا عليه هو: هل كان صلاح الدين كذابًا؟ وإجابتهم الأقرب إلى التقديس كما هو الحال إزاء أبطال في حجم صلاح الدين هو أنه كان صادقًا ولم يكذب يومًا.. إذن ماذا ترون في محمد مرسي؟ أذكركم أن أيام صلاح الدين لم يكن الإنترنت قد عرف طريقه إلى البيوت، ولم يكن هناك كاميرات وموبايلات ويوتيوب، أما اليوم فإن رئيسكم مسجل خطر كذب بالصوت والصورة؟

وأظن أننا لسنا ضد توجه سيادة الرئيس مرسي إلى التحرير أو إلى رمسيس، وعليه إن أراد تحرير الأقصى أن يبدأ بتحرير شارع طلعت حرب من الباعة الجائلين، فإن فعلها فنحن نضمن لسيادته تحرير الاتحادية من الاحتلال الإخواني.

الجريدة الرسمية