الوادي الجديد تودع عصر «الأزمات الطبية».. إنشاء 11 وحدة علاج عن بُعد لحل الأزمة.. سد عجز الأطباء وتراجع أعداد القوافل الطبية أبرز النتائج.. مليون جنيه تكلفة «الوحدة».. و60 مركزًا ض
الطبيعة الجغرافية لمحافظة الوادي الجديد، جعلتها واحدة من أكثر المحافظات معاناة فيما يتعلق بـ«الخدمات الطبية»، لا سيما وأن المساحات الشاسعة التي تفصل بين الأهالي والمستشفيات المركزية والعامة، ساهمت بقدر كبير في تراجع معدلات الخدمة الطبية، ليس هذا فحسب، لكن المحافظة عانت كثيرًا من نقص الكوادر الطبية، حتى استطاعت وحدات «العلاج عن بُعد» تقديم الحلول الواقعية للأزمات السابقة كافة، وذلك عقب تنفيذ وزارة الصحة أول 11 وحدة علاج بالمحافظة، وربطها بالمستشفيات الكبرى وتحقيقها نجاحا كبيرا مع بداية عملها داخل المنظومة الصحية.
المناطق النائية
وفي هذا السياق قال الدكتور صلاح محمد، وكيل مديرية الصحة بالوادي الجديد: وزارة الصحة نفذت حتى الآن 11 وحدة علاج عن بُعد بالمستشفيات والوحدات الصحية التي تقع في المناطق النائية، والواحات من أولى المناطق التي استفادت من هذه المنظومة الطبية الحديثة، والتي تمت بناء على بروتوكول تعاون بين وزارة الاتصالات والصحة، تم توقيعه العام قبل الماضي لحل أزمة الصحة بالمحافظة، من خلال توصيل الإنترنت فائق السرعة إلى المنشآت الصحية التي سيتم تنفيذ وحدات علاج عن بعد بها.
التأهيل
وزارة الاتصالات سوف تتولى أيضا تدريب الكوادر الطبية على التعامل مع هذه المنظومة الطبية الحديثة، من خلال تأهيلهم وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة في المجال الطبي.
التكلفة
كما كشف «د.صلاح» أن «تكلفة وحدة العلاج والكشف عن بُعد تقدر بمليون جنيه، وهى نتاج مشترك بين وزارة الصحة ووزارة الاتصالات، ويتم ربط هذه الوحدات بالمستشفيات الكبرى والجامعية المنتشرة على مستوى الجمهورية، ويتم من خلالها توقيع الكشف على المريض وتشخيص حالته وتقديم العلاج اللازم له من خلال استشاريين ومتخصصين في المجالات الطبية المختلفة دون الحاجة إلى السفر أو جلب أطباء متخصصين إلى المناطق النائية الأمر الذي كان يحمل المحافظة الكثير من النفقات والمصروفات».
وأضاف: المنظومة الجديدة ساهمت في دعم الخدمة الصحية بالمحافظة من خلال سد العجز في بعض التخصصات الطبية غير الموجودة بالمحافظة كأطباء المخ والأعصاب والعناية الفائقة والقلب والأورام وغيرها من التخصصات الأخرى التي تعانى المحافظة نقصا منها، ومن خلال هذه المنظومة أصبح المريض يتلقى الخدمة الطبية اللازمة، وهو جالس في مكانه دون الحاجة إلى السفر خارج المحافظة.
تخفيف الزحام
كما ساهمت في تخفيف الزحام على القوافل الطبية التي تزور المحافظة بصفة شهرية، والتي ترسلها المؤسسات الخيرية والمستشفيات الكبرى لسد العجز الطبي، لا سيما وأن هذه الوحدات يباشرها أطباء متخصصون في المجالات الطبية المختلفة، ويستطيعون التواصل مع المريض بالصوت والصورة».
وتابع «د.صلاح» حديثه: نستهدف إنشاء أكثر من 60 وحدة علاج عن بُعد لتغطية كافة الوحدات الصحية والمستشفيات على مستوى محافظة الوادي الجديد، بالتزامن مع خطة وزارة الصحة لسد العجز في إعداد الكوادر الطبية والتخصصات غير الموجودة بالمحافظة.
ومن جهته أكد الدكتور أحمد حسامي، مدير الوحدة الصحية لقرى المنيرة التي تقع شمال مدينة الخارجة، وهى إحدى الوحدات الصحية التي تخدم شريحة كبيرة من المواطنين، سعادة المواطنين بهذه المنظومة الصحية التي كان لمحافظة الوادي الجديد النصيب الأكبر والسبق في التنفيذ، لافتا إلى أن وحدة العلاج عن بُعد عبارة عن غرفة مزودة بإنترنت فائق السرعة، متصل بالمستشفيات الكبرى والجامعية.
ويتم ربط جميع الأجهزة الطبية الموجودة بالوحدة بجهاز الكمبيوتر ليستطيع الاستشاري المتابع للحالة في المكان الآخر معرفة كل شيء وكأنه يوقع الكشف الطبي بنفسه على المريض، مضيفا أنه «من مميزات هذه الوحدة أنه يمكن للاستشاري أو المتخصص في المكان الآخر بالقاهرة أو غيرها بالمحافظات الأخرى، رؤية رسم القلب وسماع نبضات قلب المريض، كما يوجد منظار أنف وأذن، ومنظار للعيون، ومنظار للجلدية جميعها متصلة بالكاميرا المتصلة بجهاز الكمبيوتر ليرى الطبيب المتابع الحالة».
