رئيس التحرير
عصام كامل

إلى متى تظل سيناء مصدر خطر؟!


الضباط الثلاثة وأمين الشرطة الذين تم خطفهم، وهم على حدود مصر، يوم الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١، أي قبل تنحية الرئيس المخلوع بأسبوع، لا يعلم أحد عنهم شيئا حتى اليوم..أين هم؟ وهل لايزالون على قيد الحياة، أم تمت تصفيتهم والخلاص منهم؟


كلام كثير قيل.. لكن، للاسف، لا أحد من المسئولين يتكلم.. كان هؤلاء المصريون همل.. أو غير تابعين لجمهورية مصر العربية.. هل خطفتهم حماس كما يروج البعض؟ ولماذا؟ وهل كان ذلك لمقايضتهم ببعض رجالها المعتقلين في سجون مصر؟ وإذا كانت حماس قد فعلت ذلك، فلماذا لا تطلق سراحهم الآن، خاصة أن الأسباب التي دعت إلى ذلك قد زالت؟ نفس السؤال يمكن توجيهه للسلفيين الجهاديين الموجودين في سيناء.. فهل قام هؤلاء أو بعضهم بعملية الخطف في محاولة للضغط على الأمن المصرى بسبب ما ارتكبه من ممارسات قمعية آنذاك في حقهم؟ وارد..

الجنود الـ١٦ الذين استشهدوا في رفح أثناء تناولهم الإفطار في رمضان يوم ٥ أغسطس ٢٠١٢، من قتلهم؟ وإذا كان هؤلاء قد أخذوا سرهم معهم كما يقال، فإن هناك ٧ جنود آخرين أصيبوا ولم يستشهدوا.. ومن المؤكد أن هؤلاء الـ٧ يمثلون شهود عيان على ما حدث.. وقد حقق معهم رجال المخابرات الحربية والعامة..

ومن المتوقع أن يكونوا حصلوا على معلومات مهمة عن القتلة، والطريقة التي تمت بها عملية الاغتيال.. فلماذا لم نقرأ أو نسمع عن ذلك شيئا؟ لا أعتقد أن حماس قامت بذلك، إذ ليس لها مصلحة فيه، بل إن ذلك يضرها أكثر مما ينفعها.. مرة أخرى، هل فعلها السلفيون الجهاديون؟ وما الدافع وراء ذلك؟ هل هناك ثأر مع الجيش المصرى؟ لا أظن ذلك..

هل فعلها الصهاينة بهدف الوقيعة بين حماس والنظام المصرى، أو لاستدراج قواتنا المسلحة للتورط في معارك جانبية تصرفه عن قضيته الكبرى؟ ربما.. لقد سئل الفريق أول السيسى منذ أيام عمن وراء جريمة الـ١٦ شهيدا في رفح فنفى أن تكون لديه أية معلومات!! قد تكون هناك أسرار تمس الأمن القومى لا يريد الرجل أن يبوح بها.. وارد.

الجنود الـ ٧ الذين تم خطفهم، ما بين العريش ورفح، قبل فجر يوم الخميس ١٦مايو، وتم إخلاء سبيلهم صبيحة يوم الأربعاء ٢٢ مايو.. من الذي خطفهم؟ ولماذا؟ وهل كان هناك مقابل لإخلاء سبيلهم؟ وما هو؟

أسئلة كثيرة تحتاج إجابات.. لكن للأسف، لا أحد يتكلم.. من المؤكد أن عدم الشفافية في مثل هذه الأمور يفتح أبوابا للشك والريبة والقيل والقال..الدكتور مرسى كان حريصا على دماء الخاطفين والمخطوفين..لا بأس، خاصة إذا تم إلقاء القبض على الخاطفين ومحاكمتهم، احتراما للقانون، وإذا كان في ذلك الحفاظ على حياة المخطوفين.

لكن إذا اكتشف الشعب أنه كانت هناك مقايضة كما قيل مثل: وضع الأنفاق، إخلاء سبيل محكوم عليهم في قضايا جنائية، وعدم الملاحقة الأمنية للتنظيمات الجهادية، فها هنا يجب أن نتوقف.. لدينا أربع مشكلات في سيناء في الوقت الراهن.. المشكلة الأولى في السلاح الموجود بوفرة كما وكيفا.. والمشكلة الثانية في التنظيمات الجهادية المنتشرة.. والمشكلة الثالثة غياب القانون.. والمشكلة الرابعة عدم وجود تنمية حقيقية.

الجريدة الرسمية