بعد تخلي أمريكا عنها.. صفقة كبرى منتظرة بين "قسد" والنظام السوري
في الوقت الذي تخلت فيه أمريكا عن قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري وأعلنت سحب جنودها، تمهيدا للهجمة التركية على المنطقة الشمالية الشرقية، لم تجد قوات قسد خيارًا آخر بعد أن وجدت نفسها وحيدة، سوى اللجوء لعقد صفقة مع النظام السوري عن طريق الوسيط الروسي.
هددت قوات سوريا الديمقراطية أمريكا بعقد اتفاق مع الحكومة السورية بعدما أدركت أن لا حل لمشاكلها مع تركيا سوى عن طريق التوجه للحكومة السورية وتسوية أمورها معها، وأكد قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني، أنه يدرس الشراكة مع الرئيس السوري لمواجهة الخطر التركي، في وقت ترددت فيه أنباء عن عقد محادثات بين دمشق والأكراد.
وقال كوباني: إنهم يدرسون خيار الشراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد لمحاربة القوات التركية، وأكد أن مقاتلو قسد الذين يحرسون آلاف السجناء والأسرى من داعش تركوا مواقعهم وجاؤوا إلى الحدود مع تركيا لصد أي عدوان مرتقب، لافتا إلى أن مراقبة أسرى داعش المحبوسين في سوريا يعد أولوية ثانية، بعدما مهدت أمريكا الطريق لهجوم تركي من المرجح استهدافه لقوات "قسد".
كما أكد بدران جيا كرد، أحد كبار القادة في قسد، أن الأكراد ربما يلجئون لدمشق وإعطائها الإدارة للمناطق التي يسيطرون عليها لسد الفراغ الأمريكي، مشددا على رفض الأكراد لعمليات التلاعب الأمريكية بهم.
ووصل وفد عسكري روسي، الجمعة، إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري، في وقت وصل فيه وفد عن الوحدات الكردية إلى دمشق.
وذكرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، أن وفدًا عسكريًا روسيًا وصل في وقت متأخر من مساء الجمعة إلى مطار القامشلي الدولي، موضحة أن "الوفد الروسي قدم في مهمة على ما يبدو أنها تأتى للتوسط بين الحكومة السورية وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لتجنب خسارة أراضٍ جديدة لصالح الجيش التركي".
وأوضحت الوكالة أن وصول الوفد تزامن مع توجه وفد من "قسد" إلى دمشق.
تأتي هذه التطورات بعد ارتفاع الأصوات الداخلية الكردية والعربية المنادية بانسحاب قوات "قسد" من المناطق الحدودية وتسليمها للجيش السوري.
ويقع مطار القامشلي في الجهة الغربية من المدينة، وهو القاعدة الثانية بعد فوج طرطب التابعين للجيش السوري في القامشلي وريفها، إضافة للمراكز الأمنية الأخرى الواقعة ضمن المربع الأمني، كما يعد المنفذ الجوي الوحيد في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.