رئيس التحرير
عصام كامل

مصر والعدوان التركي على سوريا!


اعتقدت الميليشيات الكردية التي تتصدي للقوات التركية المعتدية على الشمال التركي أنها ستحرك العالم ضد "أردوغان" عندما صرخت أمس الأول "مساجين داعش يخرجون من السجون"!، دون إدراك أن أحد أهداف العملية هو أصلا إعادة إنتاج داعش بكاملها من جديد!


الآن قوي الشر تعترف أن جماعة الإخوان الإرهابية غير قادرة وحدها على إحداث الخلخلة الكافية الكفيلة بإسقاط مصر وبعض الدول الأخري، ولا حتى إرباكها إلى حد التراجع عن مسارها أو على الأقل تعطيله! ويلفت النظر تصريح مهم للرئيس "بوتين" أمس عن قدرة تركيا على السيطرة على مساجين داعش وكانوا -وفق معلومات مخابراتية روسية- تحت سيطرة المجموعات الكردية!

"بوتين" قال حرفيا: "إلى أين سيذهبون؟ هل سيتوجهون عبر أراضي تركيا وغيرها إلى مناطق لا يسيطر عليها أحد في عمق سوريا ثم عبر إيران إلى دول إقليمية أخرى؟ 

يتعين علينا إدراك ومعرفة ذلك وتعبئة موارد أجهزتنا الخاصة للتصدي للخطر الناشئ الجديد"!

كلام "بوتين" يعكس قلقا روسيا.. لا يصل ولن يصل بالطبع إلى حد الاقتتال ومواجهة تركيا ولا حتى تدهور العلاقات.. روسيا تدرك أن تدهور علاقاتها مع تركيا هدف أمريكي دائم الآن.. وهو ما قد تسعي إليه أمريكا الأيام المقبلة بالفعل لإجبار "أردوغان" على تقليص علاقاته مع روسيا بالضغط من خلال توظيف بعض نتائج العدوان التركي على سوريا، ليس من بينهم بالطبع مساجين داعش، وإنما يمكن استخدام ورقة الخسائر البشرية والمدنيين!

لكن الأمر إن كان يقلق روسيا هكذا فماذا عن مصر؟ بالتأكيد القيادة السياسية تدرك المخاطر كلها (بالمناسبة وارتباطا بأزمة أخرى تهم المصريين، وقبل ربع قرن تقريبا شارك كاتب هذه السطور أثناء تأديته الخدمة العسكرية مساعدا لللواء "محمود خليل" بأكاديمية ناصر في أبحاثه عن حروب المياه القادمة في الشرق الأوسط! أي إن مصر لديها مؤسسات بحثية مهمة تدرك المخاطر قبل وقوعها بسنوات طويلة) ولذلك تدرك مصر خطورة عودة تنظيم داعش لفاعليته السابقة..

وخصوصا بعد تحديد المواقف في ليبيا الأشهر الماضية والدفاع التركي المستميت المدعوم غربيا من عدم سقوط طرابلس!

كل ما سبق مبرر كي تلعب مصر -قدمت دورا مهما في الأزمة السورية لضمان وحدة أراضيها وسلامتها سيكشف كاملا فيما بعد وقد تسبب ذلك في متاعب كثيره تتحملها مصر برضا تام- دورا أكبر في إقناع بعض الأشقاء العرب لتغيير مواقفهم من سوريا بشكل أسرع، والإسراع بعودة سوريا للجامعة العربية تصحيحا لخطأ إبعادها، إن لم يكن حبا في "بشار" فحبا في سوريا نفسها..

وإن لم يكن حبا في سوريا نفسها فإنقاذا للمنطقة كلها، خصوصا أن من يستهدف مصر سيستهدف معها الكل! ولن يترك "أردوغان" -الألعوبة في أيدي حكومات العالم الصهيونية السرية- المنطقة العربية على حالها!

اللهم بلغت..
الجريدة الرسمية