رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تقود الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان التركي على سوريا.. السيسي يؤكد رفض القاهرة للعدوان.. الخارجية: يتنافى مع قواعد القانون والشرعية الدولية.. وملتزمون بدعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها

فيتو

أدانت مصر العملية العسكرية التي شنتها تركيا على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا، وتلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الاتصالات بذات الشأن، كما تم بحث الأزمة خلال استقبال الرئيس وفود عربية وأجنبية، حيث دعت مصر لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث التطورات الراهنة على الساحة السورية.


وحمل بيان الخارجية المصرية إدانة القاهرة للعدوان التركي على الأراضي السورية وأن الخطوة التركية تمثل اعتداء صارخا وغير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية.

العملية العسكرية
وأشار إلى أن العملية العسكرية التركية تتنافى مع قواعد القانون الدولي وحملت مجلس الأمن مسئولية التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين حسبما جاء في البيان.

ودعت مصر المجتمع الدولي لوقف أية مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء هندسة ديمغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.

وحذرت مصر من تبعات العملية العسكرية التي أطلقت عليها تركيا اسم نبع السلام على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وتأثيرها على مسار العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

ودعت القاهرة إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث التطورات الراهنة وسبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها، وفقا للبيان.

قمة قبرص
كما اجتمع الرئيس السيسي ونيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان في القاهرة، يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر 2019 وذلك في إطار التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، حيث ناقشوا مجموعة واسعة من القضايا وشددوا على أهمية زيادة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة شرق البحر المتوسط.

فيما يتعلق بسوريا أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن التزامهم بوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها داعمين المساعي الدولية لتعزيز الحل السياسي للصراع من منظور شامل على النحو المحدد في قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف.

وأكدوا مجددًا دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة جيير بيدرسن، والحاجة إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، وتفعيل اللجنة الدستورية بشكل فوري.

كما أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في إدلب بوجود الآلاف من الإرهابيين الذين يتلقون المساعدة من أطراف بعينها، فيما يمثل تهديدًا مشتركًا لمنطقة المتوسط.

تغييرات ديمغرافية
كما أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن قلقهم العميق من العملية العسكرية غير القانونية وغير المشروعة التي أعلنت تركيا شنها في الأراضي السورية، وأكدوا ضرورة العمل للحفاظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وأعربوا عن إدانتهم القوية لأي محاولة تركية لتقويض وحدة الأراضي السورية أو القيام بأي تغييرات ديمغرافية متعمدة في سوريا.

واستقبل الرئيس السيسي وفدًا أمريكيًا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب عن ولاية جنوب كارولينا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.

كما تم التباحث حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيس في هذا الخصوص سياسة مصر الثابتة التي تهدف إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، واحترام حقوق الشعوب في أن تحيا بأمن واستقرار، وكذا منح الأولوية لتفعيل وإنفاذ إرادة الشعوب.

كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس العراقي برهم صالح،وتم خلال الاتصال التباحث، وتبادل وجهات النظر بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا، والعدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا، الأمر الذي يمثل تطور خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين ويفاقم الأوضاع المتأزمة في المنطقة، ويؤثر على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وكذلك على مسار العملية السياسية بها وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتم التوافق خلال الاتصال، على استمرار المشاورات الثنائية بين الرئيس وأخيه الرئيس العراقي لدعم العمل العربي للتصدي للخطوة التركية وللحفاظ على سلامة ووحدة سوريا".

الأردن
كما استقبل الرئيس السيسي والملك عبد الله عاهل الأردن وعقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردني، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بالعاهل الأردني في وطنه الثاني مصر، مشيدًا بما تتمتع به البلدان من روابط تاريخية وطيدة وعلاقات أخوية على المستويين الرسمي والشعبي، معربا عن الارتياح لمستوى ووتيرة التنسيق بين البلدين، وكذا تطابق وجهات النظر والرؤى تجاه الملفات والقضايا الإقليمية.

كما تناولت المباحثات الأوضاع في سوريا، حيث تم التوافق على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهي معاناة الشعب السوري الشقيق وتحفظ وحدة وتماسك سوريا.

وأكد الرئيس رفض مصر للعدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا، الذي يتنافى مع قواعد القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية، محذرًا من التداعيات السلبية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وعلى مسار العملية السياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وكذا على الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.
الجريدة الرسمية