الروائي والأديب يوسف القعيد: فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل "حالة استثنائية" لن تتكرر
- >> لدينا العديد من المواهب الأدبية الشابة المتميزة، لكن الأزمة تكمن في عدم الاهتمام بهم
- >> سرية معايير الجائزة سبب إثارة البلبلة حول الحاصلين عليها
أرجع الروائي والأديب يوسف القعيد، سبب البلبلة حول جائزة نوبل في الآداب إلى سرية المعايير التي تضعها لجنة اختيار الفائزين، مشيرا في حوار لـ"فيتو" إلى أن مؤسس الجائزة الفريد نوبل طلب الإفصاح عن كواليس منحها بعد مرور 50 عاما على الفوز بها لكن ذلك لم يحدث مع أي من الفائزين بها حتى الآن.
"القعيد" أكد أن فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ بنوبل الآداب حالة استثنائية صعب تكرارها، مشددا في الوقت نفسه على أن هذا لا يعني عدم وجود مواهب أدبية رائعة، وخاصة في فئة الكتاب الشباب في مصر ومواهب من مختلف الدول العربية.. وإلى نص الحوار:
*بداية.. ما رأيك في إعلان الفائزين بجائزة نوبل في الآداب لعامي 2018 و2019 بعد حجبها العام الماضي؟
حجب الجائزة العام الماضي، ووفق ما أعلنه القائمون عليها نظرا للعديد من الخلافات الداخلية، كما أعلنت بعض وسائل إعلام عالمية أن ذلك يعود لفضيحة طالت أحد العاملين بلجنة الجائزة؛ موقف يحسب لهم ليعززوا به نزاهة اختياراتهم، وفقا للأحق بها، حيث تعد تلك المرة الأولى التي تحجب فيها الجائزة بفرع الآداب، منذ أن أسسها ألفريد نوبل.
*هل ما يفرضه القائمون على جائزة نوبل من سرية السبب وراء الكثير من التكهنات حول الفائزين بها؟
بالفعل، من قواعد جائزة نوبل الأساسية هي الاحتفاظ بالسرية التامة حول المرشحين من مختلف البلدان، بالإضافة إلى عدم إعلان أيا من المفاوضات والإجراءات التي تتخذها أو أسماء أعضاء لجانها الفرعية المختلفة، كل هذا يزيد من فرص التكهن أو البحث في أسباب اختيار فائزيها بعد إعلانها.
*إذن، هل من الممكن أن يفصح القائمون على جائزة نوبل عن كل ما يحيط بها ومراحل ترشح فائزيها يوما ما؟
في الحقيقة إن مؤسس الجائزة نفسه ألفريد نوبل، قد أوصى أن كل 50 عاما على مرور الجائزة، يجب أن يعلن القائمون عليها أسباب اختيار الفائزين بها في تلك السنوات، ومجموع الأصوات التي حصل عليها، بالإضافة إلى قواعد الترشيح المتبعة في ذلك وحيثياتها، ولكن هذا لم يحدث ولم يعلنوا ذلك، حتى أننا فيما يخصنا وهو فوز نجيب محفوظ بها عام 1988 كنا نرغب في معرفة الأصوات التي حصل عليها وكواليس الاختيار ولكن لم نتمكن من ذلك.
*ما الآلية الحاكمة لاختيار المرشحين للجائزة.. وكيف تتشكل لجان التحكيم والاختيار؟
أولا، يرسل القائمون على الجائزة مندوبيهم إلى البلدان المختلفة ليقوموا بدراسة مواقف وأعمال المرشحين، لكنهم لا يعلنوا حتى متى أرسلوهم أو نتاج تقريرهم، أو حيثيات الاختيارات.
كما أن لجان التحكيم واختيار الأعمال ليست دائمة، بل تتغير بصورة منتظمة من عام لآخر، مما يسبب اختلاف الآليات المتبعة في اختيار الأعمال كل عام، ولا يوجد بلجان تحكيمها سوى شخص واحد فقط أساسي وهو السكرتير العام، والذي يقع عليه عبء تشكيل اللجان الأساسية والفرعية، فهي وظيفة ثابتة، كما يقوم بالإعلان عن الفائز بها كل عام.
وعند إعلان السكرتير العام عن الفائز بالجائزة، في سطرين أو ثلاثة يوضح أسباب الاختيار، أو ما تسمى حيثيات الفوز، كما فعل مع نجيب محفوظ عندما ذكر عدد من أعماله عند إعلان فوزه، مثل "السكرية" و"الثلاثية"، و"أولاد حارتنا".
*ما سبب غياب الكتاب والأدباء المصريين والعرب عن حصد الجائزة في مجال الآداب منذ فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ بها عام 1988 ؟
فوز نجيب محفوظ بالجائزة يعتبر حالة استثنائية مميزة، قد لا تتكرر مرة أخرى، مع اقترابنا من نصف قرن على هذا النجاح، ولكن هذا لا يعني عدم وجود مواهب أدبية رائعة، وخاصة في فئة الكتاب الشباب في مصر ومواهب من مختلف الدول العربية.
*على ذكر الكتاب الشباب.. ما رأيك في مقولة أن الكتابة والأدباء النساء تفوقن في الفترة الأخيرة على الذكور، بدليل فوز بعضهن بجوائز عربية وعالمية؟
هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، يوجد العديد من المواهب الشابة العربية من الكتاب الذكور ربما لم تحدث من قبل، كما أن بعض من فزن من النساء لم نكن لنسمع عنهن قبل فوز أعمالهن بجوائز، وعلى أي حال أنا أرى بوضوح أنه لا يوجد ما يسمى بالكتابة النسائية والذكورية فالكتابة "كتابة" بغض النظر عمن يقوم بها.
*لدينا العديد من المواهب الشابة على حد قولك.. ما الذي يعوق ظهورها أو إبراز مواهبها الأدبية للمجتمع والعالم؟
كما قلت إن لدينا العديد من المواهب الأدبية الشابة المتميزة، في مجالات الرواية والقصة القصيرة والكتابة المسرحية أيضا، لكن الأزمة تكمن في عدم اعتناء واهتمام المجتمع المحيط بهم والنخبة الثقافية بالإضافة إلى الإعلام والصحافة الثقافية بهم، على الرغم من كون هؤلاء الشباب أحد الأسلحة الفعالة والهامة في عملية الوعي والإدراك بالمجتمع المصري، كما يمثلون كنزا من القوى الناعمة التي يجب تنميتها، واستغلالها جيدا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"