رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب هو البطل في مواجهة الأشرار


بعد تخاذل الإعلام في مواجهة الحملة الشرسة على الوطن من منابر إعلامية معادية للوطن، بدأنا نسمع أصواتًا تنادي بعودة وزير الإعلام في التشكيل الوزاري المرتقب، وكأن الحل في أزمة الإعلام عندنا يتم حلها في وجود وزارة الإعلام، وهذا غير صحيح شكلًا وموضوعًا لأن وجود هذه الوزارة يحتاج إلى تعديل دستوري، وهذا ليس وقته..


ووجودها لم يكن الخلطة السحرية لمعالجة القصور المهني في الإعلام، الذي ثبت فشله خلال الأزمة الماضية، والتي كشفت ضعف المستوى المهني بشكل واضح وغياب المعلومات لديهم وعدم الجرأة والشجاعة في تناول الأزمة، إما عن جهل أو خوف، مما يجعل البعض الذي لم يجد جديدًا في وسائل الإعلام المحلية يضطر للبحث عنه في منابر إعلامية أخرى، وهنا تحدث البلبلة داخله، وتكثر الأقاويل..

ومن تداعياتها نشر الشائعات التي أصبحت في هذا الوقت من الأسلحة الرخيصة التي تعتمد عليها الدول المعادية.. أيادي بعض القيادات الإعلامية مرتعشة، وأكثرهم ليس لديه الومضة في التعامل مع الأزمات، وهذا أمر طبيعي لسوء الاختيار الذي ينعكس على المصلحة العامة، البعض الآخر يرى أن الإيمان بحرية الإعلام هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات بشتى أنواعها وليست السلاح الذي يفتك بقلب الوطن، لأنه من المفترض أن من يعمل في هذا الكيان لديه الحس السياسي والقدرة على فهم ما يدور من أحداث ومخططات الأعداء، والتي تستوجب الوقوف أمامها بكل قوة دون وهن أو خوف..

وهذا ما جعل الرئيس "السيسي" في مؤتمر الشباب الأخير يوضح الصورة الحقيقية للإعلام، والتي تحزننا جميعًا، حيث اعتكف الجميع ولم يتجرأ أحد على مواجهة الآلة الإعلامية المعادية للوطن، والتي تعمل من خلال مخطط عدائي يعد من خلال أجهزة استخباراتية هدفها التشكيك وإثارة الفتن والشائعات وزعزعة الاستقرار، ولكن الشعب المصري الواعي للمؤامرات التي تحاك ضد الوطن هو البطل الحقيقي في المعركة الأخيرة، ولقن الأعداء درسًا في الشجاعة والبسالة والوطنية دون النظر إلى الإعلام المحلي المتخاذل، والذي تم كشفه في أول اختبار حقيقي..

يا سادة، الإعلام يحتاج إلى تطوير شامل في المحتوى الصحفي والإعلامي، وإعادة تأهيل الكوادر الإعلامية من جديد، واختيار رموزها بعناية، بحيث تتوفر لديهم الخبرة والكفاءة دون النظر لأشياء أخرى هي السبب فيما يعاني منه الإعلام حاليًا، أيضًا على الحكومة أن يتسع صدرها للرأي والرأي الآخر.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية