رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي لمكافحة السمنة.. كيف تخلص "كريم" من 50 كيلو في عامين

فيتو

في مدخل شقته الكائنة بحي العبور في القاهرة، مرآة طولية تحتل مساحة كبيرة منه، يقف "كريم أشرف" 23 عاما، الذي يعمل مسئول شئون الجمارك في إحدى الشركات الخاصة، ملقيا نظرة على جسده من رأسه حتى أسفل قدميه، يتعجب من الشخص الذي يقف أمامه.. من هذا صاحب الجسم متوسط الحجم والقامة متوسطة الطول أيضا، أهو ذاته الذي كان قبل عامين، حينما كان في عامه الجامعي الثاني يتجاوز وزنه الـ 130 كجم، يتهاوى جسده في قاعات المحاضرات، كلما أقدم على بذل مجهود ولو بسيط، كيف له في هذه الفترة القصيرة أن يهبط بوزنه إلى 90 كجم، ويستمر في مسيرته، ليستحق وعن جدارة أن يكون نموذجا إيجابيا يحتذى به خلال احتفال العالم بيوم مكافحة السمنة الذي يوافق اليوم الجمعة الحادي عشر من أكتوبر.


منشور خرج به كريم على مجموعة healthy keepers، التي تعنى بشئون مكافحة السمنة، وتقديم الأنظمة الصحية الخاصة بإنقاص الوزن، سرد فيه قصته مع العائق الأكبر الذي ظل لسنوات يوقفه في مكانه، كأنه مسلسل في موقعه لا يبرحه لحظة، وكيف نجح في تجاوز ذلك، وأصبح ملهما للآلاف ممن يسعون إلى إنقاص وزنهم: "التخن كان عائقا بالنسبة لي مكنتش بعرف أتحرك ولا أخرج ولا أندمج مع أصحابي، بيشاركوا في ماتشات الكرة مبقدرش أشارك معهم، لبسي أكبر من سني، وحياتي كلها لا تليق بشاب عنده 17 سنة".

حين كان كريم يستعد لاستقبال ماراثون الثانوية بأحلامه الكبيرة بأن يلتحق بالكلية التي تمناها وعائلته، تفرغ كليا للمذاكرة وتحقيق ذلك الحلم، انكب كليا على المذاكرة، فجاء ذلك على حساب اهتمامه بنفسه وجسده، فمثلما انكب على المذاكرة كذلك فعل مع وجبات الطعام اليومية، فبينما يجلس هو أمام مكتبه يحصل دروسه، تأتي الأم بما تشتهي الأنفس، فلا يردها ويقبل منها ما يقدم.

"أنا كنت طفل طبيعي وحتى في إعدادي كان وزني 60 كيلو، دخلت ثانوي وزني وصل 100 كيلو، دخلت الجامعة 120 وصلت تانية كلية كنت 135 كيلو، من أقل مجهود بنهج وبتعب، وكان لازم أبص لنفسي، ودخلت في موضوع الدايت" يتحدث كريم عما دفعه للقدوم على هذه الخطوة بالرغم من تعلقه الشديد ولسنوات بالطعام بكافة صنوفه الدسمة.

ضعف بنيان كريم الجسدي بعد أن وصل في العام الجامعي الثاني إلى 135 كجم، تدهورت حالته النفسية، حينما كان هناك حفل زفاف لأحد أفراد العائلة، وذهب إلى حافظة ملابسه فلم يجد شيئا يناسب شاب يخطو حثيثا نحو العقد الثاني من عمره، أيرتدي ما يرتديه الأب في حين يرتدي كافة أقاربه ممن يتشابهون معه في المرحلة العمرية ثيابا أخري، أم يقتصر الطريق على نفسه ولا يذهب إلى الزفاف، "يومها قررت مش هروح، وقعدت بعدها شهرين بفكر إني لازم وبشكل جدي لازم أخس وأوصل للوزن المثالي مهما كلفني الأمر".

أصبح كريم الذي كان يصل معدل تناوله للمكرونة، التي وصفها بأكلته المفضلة، بعد أن كان يصل لطبق يكفي لفردين، إلى نحو أربع ملاعق فقط، الأمر أشبه بالمعجزة، "كان فيه أكل معين بحبه؛ مثلا كنت بحب الأكل المقلي والمحمر في السمنة كل ده بطلته وماما ساعدتني في ده، كانت ماشية معايا على النظام بالضبط وتعمل لي أكل خاص بي، بقيت ماشي بنظام الجرامات حتى الأرز والمكرونة بالجرام، في حين كنت الأول باكل طبق يكفي فردين وحدي وكذلك الأرز أو المحشي".

في بداية الأمر تابع كريم في نظامه الغذائي مع طبيب تغذية، نقص وزنه نحو 12 كجم فقط، شعر بالملل بسبب قائمة الطعام التي لا تستبدل وروتينه اليومي الذي لا يتغير، "لقيت جسمي نزل لكن مش مظبوط وحسيت بالملل وخفت أحس باليأس، مكنتش مرتاح للنظام الغذائي الخاص بالدكتور، ومكنتش عارف أغير نظام الأكل، مكملتش وكان الحل البديل، إني انزل جيم وانخرط في مجال الرياضة، والمدرب مرني لوحدي وأعطاني نظاما غذائيا لوحدي خاصا بي، كان وزني 120 كيلو وكنت عبئا عليه، بدأ يحسب نسب المياه والدهون وغيرهم في جسمي، واللي مفروض أكون عليه، وبدأت ألعب رياضات عادية، وبعدين دخلت في تمرينات أصعب علشان تناسق جسمي يتم ، وكان كل شهر يجدد النظام الخاص بي".

"أنا دلوقتي 90 كيلو وباقيلي 10 كيلو على الوزن المثالي، أنا خسيت كل ده في نحو سنتين كان ممكن أنزلهم في شهور قليلة، لكن أنا كنت عارف لو جسمي نزل بسرعة هرجع أتخن بسرعة، فاعتمدت على الصبر والتحمل في سبيل إني لما أخس كيلو ميرجعش أبدا مرة تانية"، وأضاف:" أنا بنصح أي شخص عايز يخس لكن معندوش الإرادة إنه مفيش شيء أهم من صحتك، وتكون راضي عن نفسك، فكل قرش هتصرفه في سبيل رضاك عن نفسك هو مش خسارة، أنا معنديش يوم فري وممكن أقعد شهر كامل دايت وده فرق معايا جدا".
الجريدة الرسمية