خبير كردي : الغزو التركي لشمال سوريا رسالة للمعتقلين الدواعش أنها متواجدة لتحريرهم
- مصر تحملت ما لا يطاق بسبب موقفها الداعم للسوريين
- الأكراد تعرضوا للخيانة.. و"ترامب" أعطى الضوء الأخضر للأتراك
- قادرون على هزيمة القوات التركية مثلما قضينا على "داعش"
خطوة عدائية قام بها الأتراك تجاه أكراد سوريا، وتخلى عنهم الجميع بما فيهم أمريكا، التي وعدتهم في الماضى بالوقوف إلى جوارهم، ما دفع رجالهم إلى دفع الثمن "دماء غالية" في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابى، نجح الأكراد باعتراف الجميع في تأمين المنطقة من التمدد الإرهابى، وبالرغم من ذلك بين ليلة وضحاها تخلى عنهم الجميع، وتركوهم فريسة في يد قوات أردوغان، بعد سحب أمريكا لقواتها وصمت روسيا، ولتوضيح الصورة من الداخل والسبب في تلك الخيانة التي أحدثت شرخا في جدار الثقة.. حاورت "فيتو" الكاتب والخبير الكردي محمد أرسلان، لفهم الأبعاد والحقيقة.
*ما دلالة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسحب بعض قواته من الشمال السوري؟
قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بسحب بعض قواته من الشمال السوري، يخفي وراءه الكثير من الأمور لكنها لم تتضح بعد، خصوصا أنه اتخذ قراره بالرغم من كافة الانتقادات التي وجهت له من قبل شخصيات أمريكية بارزة في الحزبين الجمهوري والديمقراطى، لكنه في نهاية المطاف نفذ قراره.
*هناك من يرى أن قرار ترامب وأعطى الضوء الأخضر للقوات التركية لغزو المنطقة؟
نعم.. هو أعطى الضوء الأخضر للقوات التركية لغزو المنطقة وتعد خطوة ترامب من وجهة نظرى، التي تلتها الهجمات التركية هي خيانة بمعني الكلمة، لأن القوات الكردية والعربية والسريانية في منطقة الشمال السوري قدمت مئات وآلاف الشهداء والجرحي، من أجل تخليص العالم من الإرهاب، والقضاء على عاصمتهم في الرقة، وآخر جيوبهم في الباجوز التي تم تحريرها من داعش في مارس الماضي، والتي يزعم ترامب أنها انتصاراته هو حسبما أكد في آخر تصريحاته، قائلا إن قواته تمكنت من القضاء على داعش بنسبة 100%، لكن الجميع يعرف الحقيقة، وأن قوات سوريا الديمقراطية هي التي قدمت آلاف الشهداء في محاربتها لداعش، وأن داعش لم تنته على أرض الواقع، وهناك عشرات الخلايا النائمة التي تسعي للقيام قريبًا.
* هناك من يرى في تلك الأحداث بداية لتبلور ملامح صفقة ما بين ترامب وأردوغان؟
هناك ملامح صفقة ما بين ترامب وأردوغان تتبلور بالفعل، ولكن جوهر هذه الصفقة التي جعلت الرئيس الأمريكى يتخلي عن الحليف الذي حارب معه داعش بجرة قلم ما زال مجهولا بكافة تفاصيله، ولا أحد يعرف بنوده بعد، وماذا قدم ترامب لنظيره التركى، والأيام المقبلة سوف توضح كل شيء
*كيف ترى تأثير العدوان التركى على المنطقة؟
أحذر من تأثير العدوان التركى على الاستقرار في المنطقة، وتداعياته الخطيرة على الجغرافيا السورية بأكملها، والعراق، ومنطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا وحتى أوروبا، خاصة أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين الإرهابيين متواجدون بالسجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وفى تصورى إن خطوة الغزو التركى حملت رسالة للمعتقلين الدواعش أنها متواجدة لتحريرهم من السجون وأنها تقف بجانبهم، لكن سيطرة القوات الأمنية عليهم هو ما هدأ من روع هذا الأمر حتى الآن.
*ما مدى قدرة الأكراد على التصدي للعدوان التركى؟
قوات سوريا الديمقراطية يمكنها التصدي لهذا العدوان، خاصة أنها لديها من الخبرة ما يكفى للأمر، خصوصا أن "مظلوم عبدي"، قائد قوات سوريا الديمقراطية، صرح أنهم سيشعلون جبهة بطول 500 كيلو متر على طول الحدود التركية، مما سيربك حسابات أنقرة كثيرًا، إذا تم تنفيذ التهديد بالفعل، لأن تركيا لا يمكنها فتح جبهة بهذا الطول والسيطرة على هذه المنطقة، لأن موازين القوى بين الطرفين مختلة بشكل كبير.
*هل سيكون للأكراد رد فعل؟
عدد الأكراد الذين يتجاوز عددهم 20 مليون لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يتخذوا موقف المتفرج على المذبحة التي تقوم بها تركيا، وهم قاموا بالفعل بحرق بعض المناطق في كردستان تركيا، والمسيرات الاحتجاجية سعيًا لتعميمها في تركيا، وإرباك أردوغان، ومن أعطى له الضوء الأخضر لاحتلال الشمال السوري.
*ماذا عن دور الإخوان في تلك الأزمة؟
يتعدي دور الإخوان الجغرافيا السورية، فهم تنظيم إقليمي ودولي لا يعنيه الحدود ولا يعترف بها ضمنيا، لذلك العلاقات ما بين التنظيمات الإخوانية المتواجدة بشكل عام مرتبطة بالتنظيم الدولي الذي ينفذ الأجندات لصالح أجهزة خارجية، ففي سوريا منذ أن بدأت الأزمة كحملة شعبية ضد الظلم بشكل عام في 2011، سارعت جماعة الإخوان لركوب هذه الثورة وتنفيذ أجندتها، مما دفع تركيا لدعم معظم الفصائل التي تشكلت سواء ماديًا أو معنويًا، وفتحت لهم المعسكرات بالقرب من حدودها ودربتهم، وأي فصيل يعارضها كان يتم تصفيته.
*ماذا عن موقف مصر وباقي الدول العربية؟
موقف القاهرة ثابت ولم يتغير، بعكس معظم الدول التي كانت تغير أجندتها وفقًا للتعليمات والمصالح التي كانت تأتيها من أطراف عدة، ولكن مصر كانت ومازالت منذ البداية حريصة على وحدة الأراضي السورية، وهذا ليس غريبا على أرض الكنانة، فهي ميزان القوى في المنطقة، والكل ينظر إليها بعين الاعتبار، فغياب الدور العربى عن الأزمة منذ بدايتها، وضع على كاهل الدولة المصرية حملًا ثقيلا رغم الضغوطات الداخلية والخارجية التي كانت تتعرض لها على مدار السنوات الماضية
*ماذا بشأن المزاعم التي يتحدث عنها الأتراك المتعلقة بالمخاوف من إقامة دولة كردية على حدودهم؟
هذه الأقاويل غير صحيحة، هذا الأمر برمته ما هو إلا ادعاءات تركية ليس لها أساس من الصحة، فمعظم الأحزاب الكردية منذ تأسيسها قبل 40 عامًا، وحتى الوقت الحاضر لا يوجد في برامجها إقامة كردستان منفصلة عن التراب السوري، بل كلها بدون استثناء تبحث عن حلول للشعب الكردي، وما يدور حول هذا الأمر، ما هو إلا عبارة عن مزاعم تركية للتغطية على مشاريعها في المنطقة وتشويه سمعة الأكراد وخلق قتال كردي عربي يستمر لعقود مقبلة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"