إخوان سوريا.. خنجر في ظهر الوطن..أردوغان يستغلهم في شرعنة هجومه الإجرامي للسيطرة على الشمال..الغازى العثمانى جند منشقين عن الجيش السوري لخدمة مصالحه.. و«نبع السلام» خطوة أول إقليم إخواني
مع انطلاق موجة الاحتجاجات والغضب الشعبي في سوريا خلال شهر مارس من عام 2011، ووقوع عدة حالات انشقاقات داخل الجيش الوطني السوري، لمعت شخصية العقيد رياض الأسعد، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش السوري في يوليو 2011 من داخل إقليم هاتاي، الذي يخضع للسيادة التركية على الحدود السورية، بعد فترة قضاها في سلاح الدفاع الجوي السوري، وصلت لقرابة الثلاثين عامًا، ليتخلى عن ولائه للجيش، ويسلم نفسه لأطماع تركيا>
نواة عسكرية
ويبدأ العمل وفق الأجندة التي وضعتها لمستقبل سوريا، ويبدأ في تكوين قوة عسكرية مكونة من الضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري؛ بالإضافة إلى الفصائل المعارضة المسلحة التي ينتمي جزء كبير منها للإخوان، مثل لواء درع شباب محمد، ولواء الحق المقاتل، ولواء درع الصديق، ولواء درع حماة، ولواء درع أفاميا، ولواء درع الإخلاص، ولواء درع سرايا النصر، ولواء درع الحق، وكتيبة المصطفى، وكتيبة دعم الفاروق، ولواء درع العدالة.
الجيش السوري الحر
وفي شهر أكتوبر من عام 2011 قررت قيادة الجيش السوري الحر برئاسة الأسعد فيما يسمى بـ«معسكر الضباط» في محافظة «هاتاتي» في وقت كانت فيه القيادة الميدانية للجيش السوري الحر داخل مواقع المعارك مع الجيش الوطني، إلى أن قرر الأسعد نقل مقر القيادة المركزية من تركيا إلى مناطق السيطرة التي اكتسبتها قواته على الأراضي السورية، ولكنه في عام 2013 تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق استهدافه بعبوة ناسفة، وضعت أسفل سيارته مما أسفر عن بتر ساقه؛ ومن ثم أرسلت تركيا طائرة خاصة له؛ ليتم علاجه في أنقرة على نفقة الحكومة التركية.
دعم تركي
وظلت تركيا على مدار الثماني سنوات الماضية تدعم تحركات القوات الموالية للإخوان؛ لتتمكن من التواصل مع ما يحدث على الأرض السورية، ومعرفة ما يجري من أمور داخل الفصائل والكتائب المسلحة، من خلال ملهم الدروبي الذي يظهر دائمًا تحت مسمى الناطق باسم جماعة الإخوان في سوريا.
وبالفعل أقامت تركيا 12 موقعًا عسكريًا لقوات الجيش السوري الحر في إدلب ومناطق أخرى جنوب عفرين، ووفرت الدعم من خلال تقديم رواتب للمقاتلين، وخبرات بعض قاداتها العسكريين، إضافة إلى تقديم الدعم المادي واللوجيستي والإمدادات بالسلاح والآليات العسكرية؛ ليصب كل ذلك في النهاية في صالح سطوة وسيطرة الإخوان على قوات الجيش السوري الحر.
رغبات أردوغان
ومع بداية عام 2016، قررت تركيا تحويل الأهداف التي تشكلت على أساسها قوات الجيش السوري الحر من مناهضة النظام السوري والعمل على إسقاطه، إلى تحقيق طموحات ورغبات أردوغان في القضاء على أكراد سوريا، وأطلق بالفعل عملية تحت اسم «درع الفرات» نجح من خلالها في السيطرة على مناطق «جرابلس، مارع، الباب، الراعي» والتي كان يخضع بعضها لتنظيم داعش الإرهابي، والبعض الآخر لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» الكردية.
غضن الزيتون
ثم في عام 2018 أطلقت تركيا معركة جديدة ضد الأكراد في عفرين تحت مسمى «غصن الزيتون»، وقدمت المخابرات التركية دورات تدريبية مدتها 20 يوما في معسكرات داخل الأراضي التركية باستخدام أسلحة متطورة ومضادات الدروع؛ لضمان تحقيق أهدافها بدقة، وتعللت تركيا وقتها بأن العملية تهدف للدفاع عن الأمن القومي للفصائل السورية الإخوانية المسلحة.
وأعلنت تلك الفصائل أنها تدعم الجيش التركي في «وأد المشاريع الانفصالية في الشمال السوري»، وكان من ضمن الفصائل الإخوانية المشاركة في المعركة فيلق الشام الذي يتكون من 19 فصيلا مواليا لها، وتواصل تركيا عبر الجيش الحر والقوات الموالية للإخوان ممن يتلقون رواتبهم من الحكومة التركية، تنفيذ مخطط أردوغان في محو الهوية الكردية للشمال السوري ورفع العلم التركي في كافة المناطق التي يتواجد فيها رجال رياض الأسعد، على حساب المعركة الأساسية لهم؛ مما أدى إلى تحقيق الجيش الوطني السوري للعديد من المكاسب وتوسيع نطاق سيطرته؛ نظرًا لانشغال قوات الجيش الحر بتحقيق طموحات أردوغان.
منطقة آمنة
والدليل على ذلك رفع أحد الفصائل التابعة للإخوان صورة كبيرة لأردوغان، عندما فاز في الانتخابات الرئاسية بعفرين مكان صورة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، ومع إعلان تركيا رغبتها إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، على الفور أعلنت جماعة الإخوان في سوريا تأييدها لتركيا، وأكدت أن المشروع لن يتم إلا بمحو وجود قوات سوريا الديمقراطية من الشمال.
وواصلت مدح الدور التركي الذي وصفته بأنه جاء وفق معايير حقوق الإنسان وقيم الأخوة ومقتضيات حسن الجوار، رغم إجحافها لحقوق قوات سوريا الديمقراطية الكردية في منطقة الشمال السوري، ولم تكتف الفصائل الإخوانية المسلحة بذلك، بل وطالبت بتطبيق تركيا وصايتها على مجموعة مناطق بريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي؛ بحجة توفيرها لمؤسسات تعليمية وخدمية؛ لتبرر الدخول العسكري لتلك المناطق، بما يشير -بحسب مراقبون- إلى اتجاه الفصائل الإخوانية لدعم انقسام سوريا عن طريق فرض السيادة التركية على الشمال؛ على عكس ما تدعيه من أن قوات سوريا الديمقراطية ترغب في الانفصال بأجزاء من الأراضي السورية.
وتسعى تركيا من خلال إطلاقها لعملية عسكرية عدوانية في الشمال السوري تحت مسمى «نبع السلام»، إلى توسيع رقعة السيطرة التركية في الشمال وإطلاق سراح معتقلي داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية، والذين يعملون وفق المخطط التركي ويخدمون مصالحها في محاربة القوات الكردية، والدليل على ذلك أنه من أول الأهداف التي قصدها سلاح الجو التركي سجن يضم المئات من مسلحي داعش من جنسيات أجنبية وعربية بمدينة القامشلي وتديره قوات سوريا الديمقراطية، بما يؤكد رغبة تركيا في إعادة إحياء أدوار عملاءها من "داعش" واستخدامهم من جديد في معركتها من أجل السيطرة على الشمال السوري، وتمكين الفصائل الإخوانية التي تحاول لعب أدوار أكبر في منطقة الشمال، في إطار سعيها إلى تشكيل إقليم إخواني متطرف في الشمال يعمل تحت وصاية حزب العدالة والتنمية التركي كما جرى في عفرين وجرابلس والباب.