الهجوم التركي يتواصل شرقي الفرات وسط سقوط مدنيين
في اليوم الثاني للعملية العسكرية التي تقودها تركيا في شمال شرق سوريا، تواصل القوات التركية زحفها البري شرقي نهر الفرات، بينما أعلنت وزارة الدفاع التركية بأن الجيش أصاب 181 هدفا للمقاتلين الأكراد في ضربات جوية وبنيران المدفعية منذ بداية عملية أطلق عليها "نبع السلام".
ونشرت الوزارة تسجيلا مصورا يظهر الجنود يطلقون النار من بنادقهم في الظلام أثناء تقدمهم. وقال شاهد من بلدة أقجة قلعة التركية، لوكالة رويترز للأنباء، إن زخات من الصواريخ أطلقت عبر الحدود على بلدة تل أبيض السورية وتصاعد الدخان من هدفين على الجانب السوري من الحدود، بينما أفادت تقارير صحفية متطابقة أن هدوء نسبيا ساد أقجة قلعة في أغلب أوقات الصباح بعد إطلاق نار متقطع وسماع أصوات تحركات الدبابات في الصباح الباكر، بينما هزّت انفجارات تل أبيض أثناء الليل.
وذكرت تقارير إعلامية تركية أن القوات دخلت سوريا من أربع نقاط، اثنتان منهما قريبتان من تل أبيض والأخريان قرب رأس العين التي تقع نحو الشرق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات التركية تمكنت من السيطرة على أول قرية في العملية التي أطلقتها أمس على مناطق سيطرة الأكراد بشمال سوريا. وأوضح المرصد أن قوات تركية خاصة سيطرت على قرية بئر عاشق شرق مدينة تل أبيض عند الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك بغطاء جوي وبري. وكشف أن عملية السيطرة على القرية جرت بمساعدة خلايا نائمة فيها.
كما أضاف المرصد أن اشتباكات تدور في هذه الأثناء بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات التركية على محور قرية اليابسة غرب تل أبيض، في محاولة من الأخيرة للسيطرة على القرية.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الضربات الجوية قتلت ما لا يقل عن خمسة مدنيين وثلاثة من مقاتليها، كما أصيب عشرات المدنيين. وفر آلاف السكان من رأس العين باتجاه محافظة الحسكة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وكتب مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية على تويتر أن مقاتلي الجماعة تصدوا لهجوم بري شنته القوات التركية في تل أبيض.
واتهمت الإدارة الذاتية الكردية اليوم الخميس تركيا، بقصف سجن يضم مقاتلين من تنظيم "داعش" من أكثر من 60 دولة، ووصفت ذلك بأنه محاولة واضحة لمساعدتهم على الفرار. ولم يصدر تعليق بعد من تركيا.
وقالت الإدارة في بيان إن القصف استهدف مساء أمس الأربعاء جزءا من سجن جركين في مدينة القامشلي. وأضاف "أن هذه الهجمات على سجون تضم إرهابيين من التنظيم ستؤدي إلى كارثة قد لا يتمكن العالم من التعامل مع تبعاتها لاحقا".
وقال متحدث باسم مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا اليوم الخميس إنهم يتجهون إلى الخطوط الأمامية لدعم القوات التركية التي عبرت الحدود بين البلدين.
وأضاف الرائد يوسف حمود أن مقاتلي "الجيش الوطني السوري"، وهو فصيل معارض، يتحركون صوب البلدتين الرئيسيتين في المنطقة وهما تل أبيض ورأس العين. ونفى حمود تقارير لقوات سوريا الديمقراطية عن اندلاع اشتباكات بينها وبين الجيش التركي على مشارف تل أبيض.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل