رئيس التحرير
عصام كامل

د. حسن الشقطي: حرب التويتات المتلفزة وإنهاك مصر.. أما آن الأوان لنستفيق؟!

حسن الشقطي
حسن الشقطي

حرب من أطراف متنوعي الانتماءات والدين تجمعهم كراهية مصر.. أدواتهم كاميرا موبايل وتويتة على تويتر.. تساندهم قنوات معادية.. يستغلون الاقتصاد ويتجاذبون بعضهم البعض ليصبحوا ملايين جاهزون لشن هجمات أكثر حدة.. كثير منهم مثقفون وبعضهم محترفون وبعضهم مدرب وبعضهم تقف وراءه مخابرات دول تريد فوضى مصر.. فهذا: محمد على، عطوة كنانة، آيات عرابي، معتز مطر، محمد ناصر، حمزة، زوبع، مسعد، غنيم،...... وغيرهم.

بعضهم يهاجم مصر بالدين بعضهم أو بالفساد أو آخر يهاجم الجيش.. فحتى تاريخ مصر لم يسلم منهم ويريدون الاعتداء عليه. ولنعترف بخطورة الوضع فصفحة معتز تزيد عن ٧ ملايين متابع، وصفحة عطوة تزيد عن مليون متابع.

وها هي آيات عرابي تحلل في حلقات مسلسلة بأنه لا يوجد نصر أكتوبر، وأن حرب ٧٣ كانت اتفاقًا بين مصر وإسرائيل.. إنها تهاجم بذكاء شديد أركان العقيدة العسكرية المصرية وتضربها في مقتل، وبالتالي تحاول هدم جيش مصر من أركانه ووجوده وهويته.

فيديو آيات عرابي قد يحقق ١٠٠ أو ٢٠٠ ألف مشاهدة، ويصل للملايين بمساندة الخلايا العنكبوتية المتضامنة. أكثر من ذلك، المهاجمون يستغلون قضايا حساسة بعينها، مثل:
سد النهضة، تيران وصنافير، اقتصاديات الجيش، العاصمة الإدارية، قناة السويس الجديدة، وغيرها من القضايا الحساسة التي لا يمكن الخوض في تفاصيلها في الإعلام.

المستغرب أن إعلامنا لا يرد ثقافة بثقافة.. ولا يتعامل مبررات بمبررات.. ولكنه يهاجم الأشخاص.. ويتعامل معاملة المفلس ثقافيا ودينيا وتاريخيا.. أنا أحس أن أحمد موسى وعمرو أديب "طالع يهلل بدون أي مضمون"، هو لم يقرأ أو يفكر أو يحلل؛ لم يجمع معلومات، ولم يستعد سوى بشعارات وعموميات لا تسمن ولا تغني من جوع.. أين الإعداد ؟! أين المثقفون؟! أين المؤرخون ؟! أين المحللون العسكريون؟! أين الاقتصاديون ؟!

وأقوى قضية يستخدمونها الآن هي الاقتصاد وقسوة برنامج الإصلاح؛ يسوقون لفكرة بخل الحكومة على المواطن أو جلدها للفئات والشرائح التي تخرج خارج منظومة الدعم هنا أو هناك.. وهنا يخرج علينا بعض الاعلاميين في قنواتنا ليحلل مضمونا اقتصاديا بطريقة فهلوية خارج سياق المنطق.
أخطر ما في هذه الحرب بدء مرحلة إنتاج الفوتشوب الرقمية باستخدام إنتاج محترف لتحليل معلومات وأرقام مكذوبة، أو صحيحة ولكن مغلوطة.. إنها مرحلة الإنفاق الكبير على تشويه مصر، يستخدمون المعلومة لإثارة النفوس بأرقام اقتصادية مخيفة بطبيعتها، مثل الدين العام أو فوائد القروض، ويعقدون مقارنات للأرقام تثير قلق وحفيظة المواطن البسيط.

إنهم محترفون ومتحمسون، وبسطاؤنا الآن فريسة لهذه القنوات التي ارتفعت معدلات المشاهدة فيها إلى الملايين.. وإعلامنا فاقد للمصداقية لأنه يستخدم أسلوب الهجوم على هوية الأشخاص أكثر من موضوعاتهم.. إعلامنا فاقد للمنطق الاقتصادي أو العلمي أو حتى غير قادر على تقديم وجبة تقنع المواطن البسيط بأن ما يقال هو دسائس ولغط مقصود لتشويه مصر.
فمتى نستفيق ؟!!
الجريدة الرسمية