"الحقيرة"!
لسنا من هواة التنابز إلا في حدود ساخرة ضيقة للغاية يكون لا مفر فيها ولا منها.. شرط عدم التورط في أي ألفاظ خارجة.. ورغم التصدي للإخوان وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما بدأت مبكرا جدا من المرحلة الإعدادية وبموقف ثابت لم يتغير، لم ترهبه -ولله الحمد- عصا ولم تغره جزرة.. إلا أننا لا ننحاز لفكرة القصف بالألفاظ والمصطلحات الشهيرة التي نعتهم الناس بها ولا أدواتهم ومؤسساتهم.. وننحاز أيضا في المقالات واللقاءات المرئية والمسموعة للهجوم المباشر وللمعلومات والأرقام والتحليلات والاستنتاجات!
لكننا الآن أمام هذا الـ "لا مفر"! فلا نجد وصفا ولا لفظا ولا تعبيرا يليق بما فعلته القناة القطرية، من استخدام حساب تويتري مزيف بعنوان "إثيوبيا بالعربي" ليكون منصة جديدة للأكاذيب ضد مصرنا وشعبنا.. والمدهش أن ناقصي العقل والوطنية من أعضاء الإخوان، وضيوف القناة المذكورة يصدقون كذبتهم بكل ما امتلكوا من وقاحة وبجاحة.. لا يرمش لهم جفن ولا يحمر لهم جبين رغم يقينهم أن القصة كلها مفبركة من الألف إلى الباء إلى الياء!
إثيوبيا التي نحن على خلاف معها نفت مساء أمس أن الحساب يخصها، ووصفته بالمزيف والمزور، ونشروا حسابهم الأصلي والحقيقي وما عليه من تغريدات سابقة بتواريخها، وفات على القناة الحقيرة أن الكذبة تخص طرفا آخر على خلاف معنا قد لا يعجبه هذا التلفيق، وقد لا يوافق على الخسة والحقارة.. وقد كان!
قلنا مرارا أن أعلام الشر وكما نطور أساليب المواجهة يطور هو أيضا أدواته وأساليبه كل يوم.. لذا لم ننتظر النفي الأثيوبي، فاللعبة مكشوفة وغير معقولة أصلا.. وتحولت إلى بلاهة كاملة على أيدي بلهاء القناة.. إنما يتطلب الأمر -إذن- مزيد من اليقظة ومزيد من الاستنفار من المصريين الشرفاء ومن الإعلام الوطني على السواء!
قبل أيام كتبنا على ذات المساحة وبعنوان "فخ الجزيرة" ننتقد النشر الواسع من الكثيرين بالإعلام والصحافة لاعتذار القناة المذكورة، عن فيديوهات مفبركة وقديمة قالت إنها نشرتها بالخطأ.. وقلنا إنه فخ أعاد اسم القناة على وسائلنا الإعلامية.. واليوم نتأكد أنه لا سبيل للقضاء على تأثير هذه القناة إلا بالإيمان المطلق أنها تأتمر صهيونيا وتمول قطريا وتدار من حقراء فقدوا أي شرف.. وكل شرف!