وقفة على ناصية "الممر"!
خمسة وأربعون عامًا ظلت الرصاصة في جيب "محمود ياسين"، وأربعة وأربعون عامًا مرت على "إعدام ميت"، وستة وعشرون عامًا مرت على "الطريق إلى إيلات" حتى وصلنا إلى ناصية "الممر"، وهو الفيلم الذي أنُفقت الملايين من أجل إنتاجه ولاقى مشاهدة والتفاف فور بدء عرضه على شاشات السينما، وعبر القنوات الفضائية، كمادة دسمة لمشاهد مل من تكرار الأفلام القديمة خاصة في ذكرى انتصار أكتوبر.
"الممر" هو الاسم الذي حمله الفيلم ليحدث حراكا ما بين أوجه الالتفاف الشعبى وأوجه النقد الفنى فيما يتعلق بالحبكة الفنية، خاصة عند نشوب المعارك ودور المحرر العسكري الذي أداه الفنان "أحمد رزق"، وأضم صوت اللوم والعتاب عن سبب ظهور المراسل العسكري بهذه الكيفية غير المقبولة، خاصة أن قائمة شرف شهداء حرب أكتوبر ضمت العديد من المحررين العسكريين.
كان دور الفنان "محمد فراج" رائع جدا وأحسبه أنه أجاد في أداء دوره وكلماته التي لها أصداء مدوية (يا فندم مش المهم اني أوقع طيارة ولا اتنين، المهم أن اللي في الطيارة يكون شافني وانا واقف قدامه مخايفشي، وهيروح يبلغ زمايله إن المصريين مش جُبنة واقفين مستنينا، ومش هايبينا، وده سلونا في الصعيد سعادتك، تقف لغريمك عينك في عينه ويبقي عارف انك هتاخد بتارك منه مهما عدت الأيام).
أعتقد أن "أحمد فلوكس" و"أحمد صلاح حسنى" كانا أكثر تجسيدا في أدائهما لأدوارهما عن "أحمد عز" رغم أن البطولة لـ"عز"، وقد شهد الفيلم ظهورا مميزا لـ"أسماء أبو زيد" في دور "فرحة".
ورغم أن الفيلم يؤرخ لمرحلة الزمنية بدءً من حرب 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف إلا أنه استطاع أن يجذب الأنظار، ويحقق المركز الرابع في قائمة أعلى الأفلام دخلا في السينما المصرية، ويرجع ذلك إلى ما تشهده الساحة الفنية من غياب للأفلام الهادفة.
وقد تناولت الصحافة الإسرائيلية باهتمام وتحليل لردود فعله لدى الشعب المصرى ومدى خطاب الكراهية الذي عكسه الفيلم ضد الكيان الصهيونى، حيث عكس الفيلم مدى قوة وتماسك الجيش المصرى وتوحد صفوفه، وعاد الفيلم ليذكر المصريين بأن الكيان الصهيونى هو العدو الحقيقي.
ويُعد "الممر" أحد أهم الأفلام الحديثة التي تعكس ذكريات نصر أكتوبر من خلال بث العديد من الرسائل التي تستهدف الاصطفاف الوطنى وتوحيد الصفوف واليقظة في التعامل مع المخاطر الخارجية، خاصة في ظل الظروف المتلهبة التي تحيط بالمنطقة.
رحم الله شهداء أكتوبر وكل شهداء الوطن وحفظ مصر وجعل كيد من أرادها بسوء في نحره.