رئيس التحرير
عصام كامل

فصل معلمي الإخوان الضربة الفكرية الأولى لـ"الجماعة".. زرعوا أفكارهم بأغلب المؤسسات التعليمية.. نجحوا في تعبئة القيم الإخوانية بعقول الأطفال والشباب.. صدروا للمجتمع أيديولوجيتهم الرجعية المتطرفة

شعار الإخوان
شعار الإخوان

بدأت وزارة التربية والتعليم، في سيناريو فصل المعلمين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، خوفًا من تأثيرهم على النشء على وجه الخصوص، بعد سنوات من المطالبة بسياسات حمائية للطلبة، من أفكار المعلمين المنتمين للتيارات الدينية، دون استجابة حقيقية، خاصة أن العملية معقدة، ولن يكون سهلا تحديد من هو المتطرف من غيره، إلا بسياسات وآليات واضحة.


فهد الشليمي: حملة الإخوان الدائرة على مصر جرى الإعداد لها منذ شهرين بتركيا

كيف تصرفت الوزارة؟

قررت فصل 1070 معلمًا لانتمائهم الواضح لجماعة الإخوان الإرهابية، وبعد صدور أحكام قضائية ضدهم، كإجراء استباقي حاسم يستهدف مواجهة الأفكار الهدّامة والمتطرفة، حفاظًاعلى مستقبل الطلاب وسلامة عقولهم.

كان الإسلاميين، وخاصة الإخوان، يعتمدون على مدار العقود الماضية، على زرع أفكارهم من خلال تواجدهم في كافة المؤسسات التعليمية، وتقديم رؤية تنظيماتهم الدينية، كأنظمة موازية للدولة، وهو ما ترك تأثير أيدلوجي عميق على المجتمع، بعدما نجح معلمو الجماعة في تعبئة القيم الإخوانية التي تستمد وجودها من العمل ضد النظام، في عقول الأطفال، التي تشبعت بهذه الأفكار.

شحن الإخوان الأجيال الصاعدة، ضد كل القوى المناهضة للفكرة الدينية، فخرج شباب الجامعات، وهم مطعمين بأمصال دينية رجعية ضد التيارات المدنية كاملة، وليس الدولة وحدها، وأصبحوا أداة في يد الجماعة، حتى إذا فضلوا الانعزال والابتعاد عن الانخراط حركيا في صفوف التنظيم، خوفا من الفاتورة الأمنية التي تتبع ذلك.

ظهر الخلل الفكري، بين أقطاب المجتمع، الذي أسسته الجماعة انطلاقا من ملف التعليم، في شكل صراع مفتوح، اندلع في البلاد في فترة ما بعد ثورة 25 يناير عام 2011، وبات واضحا حجم الظلامية، والتغييرات التي أحدثها أفكار الجماعة والتيارات الدينية والسلفية في التكوين الاجتماعي والسياسي للبلاد، وجعلها عصية على التحديث أو الفصل بين الدين والسياسة، لتنهي الثورة بالفشل التام بسبب محاولة الجماعة أخونة المجتمع، وخيانتها لكل القوى السياسية والثورية التي كانت في صدارة المشهد.

سياسة التعليم الجديدة، يمكن القول أنها تهدف لحسم صدام طال في المجتمع بين نموذجين متناقضين، الإخوان أو الدولة الحديثة، ووأد الصراع المفتوح، الذي سعت الإخوان لتوريثه للنشء، باعتباره الحل الوحيد لاستمرار بذرتها حية في التربة المصرية، حتى لو تجمد التنظيم مؤقتا، كما هو حاله منذ تأسيسه وحتى الآن، بسبب صدماته المتكررة مع الدولة، ولكن هذه المرة لن تكون مثل ما مضى.

التعليم وأولويات الجماعة

الشيخ محمد دحروج، الداعية الإسلامي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى إن هجوم جماعة الإخوان الإرهابية، على الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، بسبب القرار الجديد، يعيد للأذهان هجومهم على الدكتور فتحي سرور، وزير التعليم الأسبق، بسبب محاولاته وقتها لتطوير التعليم وإنقاذه من أنياب الجماعات الإسلامية.

وأوضح دحروج أن التعليم، كان دائما على قائمة أولويات الجماعة، وهي «سبوبة» وكارت تتاجر به دائما، لتحريض الشعب على الأنظمة الحاكمة، دون أن تقدم إسهاما واحدًا في تطويره منذ عام 2011 على وجه الخصوص، عندما كانت في صدارة المشهد السياسي، قبل أن يعزلها الشعب من السلطة في 2013، على حد قوله.

الجريدة الرسمية