تحذيرات دولية من تداعيات هجوم تركي على شمال سوريا
حذر الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، من أي عملية عسكرية تركية ضد الأكراد في شمال سوريا، فيما دعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين من عمل عسكري تركي ومنع وقوع انتهاكات أو موجات نزوح عارمة.
حذر الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، وذلك بعد قرار أمريكي مفاجئ بسحب قوات من المنطقة.
وقالت متحدثة في بيان صحفي: "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع، يمكننا التأكيد على أنه في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".
كما حذرت الحكومة الألمانية تركيا من شن هجوم عسكري في شمال سوريا، وقالت أولريكه ديمر، نائبة المتحدث الرسمي باسم الحكومة، اليوم في برلين: "مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي كذلك إلى تصعيد آخر في سوريا".
وأظهرت المتحدثة في الوقت نفسه تفهمًا للمصالح الأمنية لتركيا في المنطقة الحدودية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية ستيف ألتر: إن وزير الداخلية هورست زيهوفر، أوضح للمسئولين الأتراك في أنقرة الأسبوع الماضي أن الحكومة الاتحادية "لديها تحفظات" على الخطط التركية بخصوص إنشاء "منطقة آمنة" لإيواء اللاجئين في سوريا.
من جانبه، قال مسئول كبير في الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، إنه يجب حماية المدنيين من أي عملية عسكرية تركية في شمال شرق سوريا، حيث تأمل المنظمة الدولية في الحيلولة دون وقوع انتهاكات أو موجات نزوح عارمة.
وقال منسق الشئون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية بانوس مومسيس، للصحفيين في جنيف: إن الأمم المتحدة أعدت خططا طارئة لتقديم المساعدات.
وأضاف: "نأمل في الأفضل لكن نستعد للأسوأ". وقال: إن الأمم المتحدة شهدت "تاريخًا مريرًا" للمناطق الآمنة في أماكن مثل سربرنيتشا.
في غضون ذلك، قال مسئول تركي كبير لـ "رويترز"، اليوم الإثنين: إن بلاده ستنتظر على الأرجح انسحاب القوات الأمريكية من منطقة في شمال سوريا تخطط تركيا للقيام بعملية عسكرية فيها قبل أن تبدأ الهجوم.
وأضاف أن الانسحاب الأمريكي من منطقة العمليات المزمعة قد يستغرق أسبوعا، وأن أنقرة ستنتظر ذلك على الأرجح لتجنب "أي حوادث".
من جهتها، قالت قوات سوريا الديمقراطية: إن التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، بعدم تدخل القوات الأمريكية في عملية تركية بشمال سوريا كانت "طعنا بالظهر" للقوات التي يقودها الأكراد.
وقال كينو جبريل، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، في مقابلة مع تليفزيون الحدث: "كانت هناك تطمينات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح بالقيام بأي عمليات عسكرية تركية ضد المنطقة".
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية التزمت التزاما "كاملا" باتفاق على "آلية أمنية" للمنطقة الحدودية كانت الولايات المتحدة ضامنة له.
وتابع: "ولكن التصريح (الأمريكي) الذي صدر اليوم كان مفاجئا، ويمكننا القول إنه طعنا بالظهر لقوات سوريا الديمقراطية".
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أكراد سوريا حصلوا على كميات هائلة من الأموال والعتاد مقابل مشاركتهم مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم "داعش"، ودعا تركيا والأكراد، وغيرهما، إلى حل خلافاتهم معًا بعد سحب القوات الأمريكية من المنطقة.
إلى ذلك، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الإثنين، إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة سحب قوات من شمال شرق سوريا.
وأضاف بيسكوف للصحفيين أن موسكو تعلم أن تركيا تشاطرها نفس الموقف إزاء وحدة الأراضي السورية.
وتابع: "نأمل أن يلتزم رفاقنا الأتراك بهذا الموقف في جميع الظروف".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل