ببا عز الدين تنتزع الفن من صالة بديعة مصابني
نشبت الحرب العالمية الأولى فأوقفت الصالات نشاطها في عالم الرقص بسبب ذعر الناس وابتعادهم عن ارتياد الحياة العامة، ومن أشهر راقصات مصر في ذلك الحين كانت بديعة مصابنى التي اعتزلت بسبب الحرب وقتها وتحولت إلى الفن المسرحي وابتعدت عن الرقص نهائيا، فقدمت الفن الأوبرالي والاستعراضى.
لكنها كونت فرقة من الراقصات المصريات وغير المصريات، واكتفت بدور مديرة المدرسة التي خرجت أجيالا من الفنانين والفنانات.
وكما ذكرت في مذكراتها التي نشرتها مجلة الصياد عام 1970 عن إحدى تلميذاتها الراقصة ببا عز الدين (ولدت في 7 أكتوبر 1916، ورحلت عام 1952 ) قالت:
من أول تلامذتي في مدرسة الرقص الشرقى كانت الراقصة الشامية ببا عز الدين التي بدأت حياتها في محاولة تقليد بديعة مصابني وكونت مدرسة فنية خاصة بها فيما بعد، حتى أنها اشترت بعد ذلك معظم املاكى.
جاء بها إلى القاهرة أحد ممثلى فرقة أمين عطاالله بعد أن عقد قرانه عليها وافترقا في مصر، عملت في فرقة الريحانى مدة قصيرة انتقلت بعدها إلى فرقة مارى منصور بالإسكندرية، قال لى يوما أحد عمال الصالة: توجد عند مارى منصور بنت حلوة شامية مسكينة بحاجة إلى رعاية لأنها غريبة وفقيرة تكسبين فيها ثوابا لو عملت لديك.
قلت له اذهب وأحضرها بشرط أن تكون جميلة ورشيقة، فأسرع العامل وكان اسمه على كى وعاد بفتاة ومعها بقجة صغيرة من الملابس وانكبت على يدي تقبلها وقالت: محسوبتك ببا واسمى الحقيقى فاطمة عز الدين.
أما جليل البندارى فيحى رواية مخالفة عن ببا عز الدين فيقول : ذهبت ببا عز الدين بعد هروبها إلى مصر من العريس القهوجى إلى كازينو البسفور عن طريق صديقة لها وتوقع عقدا بعشرين قرشا في اليوم، وبعد يومين ذهبت إلى كازينو الفنتازيو لزيارة صديقة لبنانية تعمل فيه فاتفق معها على العمل بالكازينو نظير 18 قرشا فوافقت لتظل بجوار صديقتها.
وكان فرقة أمين عطالله تقدم عروضها بالكازينو وكان صاحب الفرقة يناديها بقوله بيبى أي طفلتى تحولت إلى ببا واصبح اسمها ببا عز الدين.
وذات يوم زار نجيب الريحانى وزوجته بديعة مصابنى الفنتازيو وشاهدا ببا فتعاقدا معها على العمل في كازينو بديعة نظير 25 جنيها في الشهر، وأعلنت بديعة في الصحف عن اكتشاف وجه جديد.
في فترة قصيرة استطاعت ببا انتزاع الفن كله من صالة بديعة فاستقلت بنفسها لتكون فرقة واشترت كل أملاك بديعة مصابني بعد إفلاسها وطلاقها من نجيب الريحانى، إلا أن المرض داهم ببا عز الدين ثم رحلت عام 1951.