رسالة إثيوبيا للمصريين:"سنريكم قعر نيلكم" !
في محاولة مني لفهم ما الذي يفكر فيه الإثيوبيون في هذه الأيام التي يجري فيها بناء سد النهضة باستماتة، ضاربين عرض الحائط بكل الرسائل المصرية التي تصلهم على مدار ٦ سنوات.
تدوينات عبر صفحات خاصة لأشخاص إثيوبيين بمواقع التواصل الاجتماعي كانت استفزازية، وهى ما دعتني لأن أكتب مقالي هذا، ولعل أشدها استفزازية أحد التعليقات الذي وجهه إثيوبي للمصريين، قائلًا: "سنريكم قعر نيلكم" !!
أخذت أراجع موقفنا المصري، ووجدت التزامًا من مصر طوال الوقت بالهدوء والحوار والتقارب مع إثيوبيا، لكنها لم تأخذ ذلك بعين الاعتبار، وظلت كما هي لا تسمع إلا صوت نفسها، ولا تعرف إلا مصلحتها هي وحدها، حتى وصلت مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود"، نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي، ورفضه جميع الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم لها.
الرئيس التنفيذي لمشروع "سد النهضة" أكد اكتماله بنسبة 68.3%، موضحًا أنه سيبدأ توليد 750 ميجاوات في العام المقبل، وأخذ يصرح بأن ارتفاع السد على اليسار، والجانب الأيمن قد وصل أيضا إلى 145 مترًا، وانه سيتم الانتهاء من المشروع في عام 2023.
الرئيس عبد الفتاح السيسي علق على نتائج المفاوضات التي عقدت في العاصمة السودانية، الخرطوم، بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا بأنه لم ينتج عنه أي تطور إيجابي، لكنه أكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل.
والحقيقة أن لهجة الرئيس السيسي تغيرت بعض الشيء، وكان دائما يقول في أحاديثه إن مصر لا تمانع في إقامة المشروعات المائية، ولكن يجب أن تتشاور حول تأثير السد عليها، لحفظ أمنها المائي، وأن مصر، على مر التاريخ، لم تمارس سلوكًا عدوانيًا ضد دولة صديقة من دول أفريقيا التي نحن جزء منها، ولا ترغب حتى في إيذاء دولة يجمعنا بها حوض النيل.
الرئيس السيسي في كل خطاباته لم يقصد بالتشاور إلحاق الضرر بإثيوبيا، ولا بأى مواطن إثيوبي، ولكن كل ما يفعله فقط هو الدفاع عن حق مصر الأزلي والتاريخي للمياه.
شخصيا أكدت عدم رضائي عن مسار المباحثات بين مصر وإثيوبيا في بداية الأزمة حول ملف سد النهضة، حيث كان واضحا منذ البداية أن سياسة أديس أبابا تهدف لكسب الوقت لكي تنفذ تحدياتها على حساب مصر وأمنها.
والحقيقة أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة بأن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، جاءت شفاءً للصدور كما أكد سابقا أنه لن يتم تشغيل سد النهضة الإثيوبي بفرض الأمر الواقع.. "لأننا ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل".
كما أوصل أكثر من رسالة أهمها أن 95 بالمائة من مساحة مصر عبارة عن صحراء، وأن أي إضرار بالمياه سيكون له تأثير مدمر على المصريين، وأن مصر تتبنى سياسة تتسم بالحوار دائما، وأن التصعيد دبلوماسيا فقط لكي ينقل المشكلة من مستوى ثنائي وثلاثي، وأنه ليس ضد التنمية.
إن الذين يريدون هدم هبة النيل تناسوا أن إرادة الله هي التي أوجدتها وأن الله حافظ مصر بجيشها وشعبها وأن التاريخ الذي كتب لمصر يؤكد أن مصر هي إرادة الله وأنها هبة النيل وأن هؤلاء الزائلين الذين يريدون أن يرونا قعر نيلنا.. واهمون.
نحن المصريين على مر التاريخ واجهنا الكثير من التحديات، ولكن ليس على حساب أحد، ونحن لسنا ضد إقامة السدود، لكن ليس على حساب مصر، والإضرار بها، لكننا في نفس الوقت لدينا عائلاتنا وأبناؤنا، ولدى الدولة مواطنوها الذين لن تتركهم عطشى.
إن إيماننا بوطننا، مصر وقيادتها، المتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، لن تتزعزع وقضية الوعي مستمرة طالما أن مصر مستهدفة، كما نعلم يقينا أن الأعداء والخصوم يستهدفون وطننا الغالي.. ليس فقط في قضية أمننا المائي، ولكن في مختلف قضايا التنمية، فكلما تقدمنا خطوة أرادوا عرقلتنا وكلما نهضنا حاولوا أن يردونا أرضا، ونحن لن نسقط.
حفظ الله مصر
حفظ الله الجيش
تحيا مصر