خالد الأمير يكتب: هذا البطل.. أبي
تأتي كل عام ذكرى نصر ٦ أكتوبر، وأرى أبي قد تغير حاله، وبات يتابع البرامج التي تتحدث عن هذا النصر العظيم، وعند الحديث عن الدفاع الجوي أو وحدة "الحية" أجده يسبق حديث الضيف أو المذيعة، فهو كان أحد أبطال تلك الحرب بالوحدة ١٥٦٥ دفاع جوي والتحق بوحدة "الحية"، التي كانت مهمتها اصطياد طائرات العدو الإسرائيلي.
فأبي "العريف مقاتل الأمير عبدالمجيد"، وقت حرب أكتوبر المجيدة، أصيب فيها وكُرِّم بشهادة تقدير في حفل مهيب بعد الحرب، ورغم مرور ٤٦ عامًا، إلا أنه يتذكر كل دقيقة عاشها في الحرب والجيش، حتى زملاءه الذين استشهدوا ودفنهم في أماكنهم عندما يحكي عنهم تدمع عينه وينخرط في البكاء، يتذكر قيادة الوحدة للعميد أحمد تحسين شنن، وقتها، وضابطه الذي أصيب وبتر قدمه..
أقف منبهرًا عندما يروي أبي تفاصيل الحرب من خلال موقعه عند إجراء حوار صحفي معه أو أثناء تكريمه، ويذكر كل تفصيلة من معركة التبة، وتدمير "النقطة ٤٨" والعمليات التي كانوا يقومون بها، هو وزملاؤه، داخل خطوط العدو قبل الحرب.
أبي لا يزال يحافظ على شهادة تكريمه من قيادته في الجيش عقب الانتصار، بل ويقوم بالاهتمام بها كأن تلك الشهادة هي ابنه البكر وليس أنا، ويحمل صالون منزل أبي عددًا من التكريمات، وكذلك يحتفظ بما أدلى به من حوارات صحفية عن الحرب، ويظل ينتظر كل عام شهر أكتوبر ليعيد حكايات الحرب وتفاصيلها بكل فخر واعتزاز بالنفس، وكأنه لا يزال في الجيش يخدم بلاده ويحارب العدو الصهيوني.
أفتخر بأن هذا البطل أبي، وأتمنى من القيادة السياسية أن تقوم بتكريم أبطال حرب أكتوبر الذين لا يزالون على قيد الحياة؛ تكريما يليق بهم، وأن يحظوا باهتمام الدولة بعد أن تجاوزوا الستين أو السبعين عامًا.
كل التحية والفخر لأبي، ولأبطال أكتوبر؛ الأحياء منهم والأموات، ولقواتنا المسلحة الدرع الحامي لمصر.