هنا القاهرة.. 1973 و2019!
هنا القاهرة 1973.. الكل في واحد.. الهدف واحد.. العمل واحد.. الأمل واحد.. أمر تكليف من الشعب للقيادة من نقطة واحدة "تحرير الأرض"، وللشعب نصيبه من المهمة.. لا مطالب ترفيه.. لا مطالب فئوية.. بل لا مطالب والسلام.. بل الكل في واحد.. الأمل واحد!
والسؤال: لماذا كانت حرب 73 ؟ لتحرير الأرض التي احتلت في 67؟ ولماذا كانت 67؟ لأن مصر تجاوزت كل الخطوط الحمراء من دور متمدد يتجاوز حدود العرب وأفريقيا، ويصبح نموذجا يقبل الاقتداء به وتقليده.. هنا القاهرة حيث تصنيع ما يؤسس لدولة عظيمة وزرع ما يسد الاحتياج.. وأرقام تنمية هائلة تصل في بعض الأحيان إلى 10 % متجاوزة العالم الثالث كله، وإيطاليا من العالم الأول!!
وهنا يتساءلون: وماذا بعد؟ كيف ننهب العالم الثالث أن كان نموذج التحرر يتحول من مجرد انسحاب المستعمر إلى الاستغناء الشامل عن منتجات المستعمر؟ كيف ينهب الشمال الجنوب؟ كيف نضمن بقاء إسرائيل وجيرانها يتقدمون هكذا؟ فكان العدوان الذي أناب فيه الغرب المستعمر إسرائيل للقيام به وكان ذلك من بين أسباب قيام إسرائيل.. منع أي فرصة للاستقلال أو للوحدة العربية!
هنا القاهرة 2019 قائد ينقذ مصر من مصير مظلم خطط لها في غرف سرية لمنظمات خفية تحكم العالم.. ما جرى يربك الدنيا ويقف قادة الغرب ليكون اللعب على المكشوف، ويهدد "جون ماكين" ويتوعد "برنارد ليفي" إلى الجوار، يخطط ويخطط ثم لا يتوقف أمر المنقذ عند هذا الحد، بل يعود ليتجاوز الخطوط الحمراء من جديد، فيحقق الأمل المفقود والحلم المؤجل في تنمية سيناء يسترد الحلم الضائع في "النووي المصري" بعد وقف أنشاص..
والغرب يعلم أنها محطة سلمية لكنه لا يريد عودة الأمل ولا تراكم الخبرات!
يعود المنقذ ليزرع الأرض ويسير في خطوات سد الاحتياج.. ويوقف نهب ثروة الشعب في مصانع الحلم الأول بالستينيات فتعود "سيماف" و"حلوان للصناعات الهندسية" و"كيما أسوان" و"قها" و"ترسانة الإسكندرية" و"نيازا للمصابيح" وخطة طموحة لاستنهاض صناعة النسيج، ويضيف لأملاك الشعب في مصانع "النصر" بالفيوم، وأبورواش، وبتروكيماويات الإسكندرية.. وفي الوقت نفسه خطط لاستعادة العافية لأجساد المصريين ومعها حرب شرسة مع الفساد وجزء منه "تربية الغرب"، وجزء منه لا يستطيع التأقلم مع الرزق الحلال!
يتكاتف الجميع بالداخل والخارج لتكرار محاولات الإجهاض الأول، ولكن دون استخدام ذات الأدوات للطائرات والأساطيل بل باستخدام حرب جديدة بأدوات جديدة، تقول العينة وهي بينه إن النصر فيها مؤكد لأحفاد من لم ينكسر في 67 وقاتل بعدها بأيام حتى انتصر في 73!
وهكذا لا يتكرر التاريخ.. إنما تبقى الآمال والأحلام.. وتبقى تطلعات الشعوب في مكان فوق الأرض وتحت السماء.. ويستمر سعي المخلصين من قياداتهم لتحقيقها.. وهكذا تستمر المعركة!