مصر تحتفل بذكرى النصر.. السيسي: الحروب الحديثة تستهدف زعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم.. التكاتف بين الشعب والجيش حقق نصر أكتوبر.. وهناك رباط وثيق بين الشعب وأرضه
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم كلمة بمناسبة الذكرى الـ46 لنصر أكتوبر المجيد، تلك الذكرى العظيمة، التي ستظل فخرا لكل مصرى وعربى بما حققته القوات المسلحة المصرية من استرداد للكرامة العربية والانتصار على العدو الإسرائيلى في معركة ضربت فيها قواتنا المسلحة أروع أمثلة البطولة والفداء.
وقال الرئيس السيسي في كلمته: "تحتفل مصر اليوم بأحد أعظم وأمجد أيامها. يوم عبور الحد الفاصل بين اليأس والأمل، وبين الماضي والمستقبل".
وأضاف أن يوم السادس من أكتوبر عام 1973، لا يمثل فقط نصرًا عسكريًا باهرًا حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تقهر".
وأوضح أن من حق الأجيال الحالية أن تعرف ماذا حدث في تلك الفترة، وقال: "من حقهم علينا، نحن من عاصرنا تلك الأيام، أن نوضح بجلاء، كيف كان الاختبار قاسيًا، وكيف استطاع المصريون تجاوزه بنجاح، كيف تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة، ليصبح الشعب كله جيشًا، ليخرج من هذه الملحمة نصرًا يرد الاعتبار ويفتح الأبواب أمام استعادة الأرض وتحقيق السلام معًا".
وأكد السيسي أن قدر هذا الوطن أن يتعرض لأمواجٍ عاتية يأتي أغلبها من الخارج ولكنها تتحطم دومًا أمام صلابة وتماسك الشعب المصري الذي يربطه بأرضه رباطٌ وثيق ويربطه بجيشه الوطني ميثاقٌ وعهد بالحفاظ على الأرض وحماية الشعب وصون الكرامة الوطنية.
وأشار إلى أنه خلال العقود الأخيرة تغيرت أشكال الحرب وأساليبها وصولًا إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب ولتصل إلى المواطن داخل بيته من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، ولفت إلى أن هذه الحرب تستهدف إثارة الشك والحيرة وبث الخوف والإرهاب وتدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية بتصوير الدولة كأنها هي العدو وتصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب كأنها هي الحصن والملاذ.
الحرب الحديثة
وأضاف أنه في تلك الحرب التي تعتمد على الخداع والأكاذيب والشائعات يكون النصر فيها معقودًا على وعي كل مواطن وعلى مفاهيمه وأفكاره ومعتقداته، وقال: "إنني على ثقة كاملة من النصر في تلك الحرب.. ليقيني التام بأن الشعب المصري بأغلبيته الكاسحة.. يدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء.. وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين.. ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل".
وأكد أن الشعب المصري الذي حقق عام 1973 ما ظنه الجميع مستحيلًا والذي حافظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة بعدها وتحمل في سبيل ذلك سَيْلٌ لم ينقطع من الهجوم والتشكيك لقادرٌ بإذن الله على مواصلة انتصاراته والحفاظ على وطنه وحماية دولته ومؤسساتها يقينًا منه بأنها مؤسسات وطنية مخلصة تعمل من أجل حماية أمنه وصون استقراره وتعظيم إنجازاته.
السادات
وقال الرئيس السيسي: "في ذكرى نصر أكتوبر المجيد نتقدم بتحية احترام وتقدير إلى روح البطل الشهيد محمد أنور السادات الرجل الذي تحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال فكان على قدر ثقة مصر وشعبها فيه، قائدًا وطنيًا ذا عبقرية إستراتيجية، وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر.. وبلغ بها بر الأمان والسلام، وتحية إجلال واعتزاز نتقدم بها لشهداء وأبطال القوات المسلحة، أبناء الشعب المصري البواسل، الذين ضحوا بدمائهم لتروي تراب سيناء المقدس".
وأضاف: "إن أبناءكم وأحفادكم عاقدون العزم على مواصلة مسيرتكم، وعلى الحفاظ على ما تركتموه لنا من وطنٍ حر، تحت السيادة الوطنية، لا يقبل المهانة ولا الخضوع. لا تخدعه الأكاذيب ولا تهزمه الحرب النفسية، وإن مصر ستظل أبدًا بإذن الله وطنًا منصورًا مرفوع الراية وشاهدًا على انكسارات أعدائه وخيبة أملهم مهما تعددت أشكال الحرب وتغيرت أساليبها".