رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف: حرب السادس من أكتوبر ملحمة من العطاء والفداء

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن حرب السادس من أكتوبر 1973م كانت ملحمة من العطاء والفداء وأبرزت بسالة وصلابة وقوة وفدائية الجندي المصري واستعداده للتضحية في سبيل وطنه وجسدت روح التكامل بين الشعب وقواته المسلحة، حيث وقف الشعب المصري كله صفا واحدا خلف قواته المسلحة، وقال: "الجيش والشعب ينسجان ملحمة جديدة".


"الأوقاف" تعقد ١٠٠ ندوة للحديث عن انتصارات أكتوبر

وأضاف في مقاله بعنوان " ٤٦ عاما من التضحية والعطاء ":" الجيش المصري هو ابني وابنك وأخي وأخوك ووالدي ووالدك، هو من صميم هذا الشعب من لحمه ودمه، لم يضم يوما ولم يعتمد قط على المرتزقة أو المأجورين ، إنما اعتمد عبر تاريخه على نخبة من خيرة أبناء الشعب المصري الذين تربوا في المدرسة العسكرية المصرية مدرسة الوطنية ومصنع الرجال الأبطال العظماء الذين يحملون أرواحهم على أكفهم يقبلون على الشهادة إقبال غيرهم على الحياة ، مؤمنين بالله (عز وجل) وبهذا الوطن العظيم ، موقنين بما أعده الله (عز وجل) للشهداء من عظيم المكانة والمنزلة ، حيث يقول الحق سبحانه : " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران : 169) ، ويقول تعالى: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ " (آل عمران: 140) ".

وأشار وزير الأوقاف إلى أنه عندما نصف جيشنا المصري بأنه جيش عظيم فإن هذا الوصف لا يأتي من فراغ، فثمة أمور عديدة تجعلنا أكثر تأييدًا لجيشنا الوطني والتفافا حوله ، من أهمها:

1- أن الجيش المصري يُعد درع الوطن وسيفه ، بل درع الأمة العربية وسيفها ، وأحد أهم عوامل أمنها وأمانها واستقرارها ، في ظل قيادة سياسية واعية تعي جيدًا مفهوم الأمن القومي العربي ، وتعمل بكل ما أوتيت من قوة على الحفاظ عليه في ضوء الفهم الدقيق للمصير العربي المشترك.

2- أن الجيش المصري لم يكن عبر تاريخه الطويل ظالمًا أو معتديًا ، وإنما ينطلق من منطلقين : إسلامي ، ووطني لا ينفك أحدهما عن الآخر ، وهو أن مهمته دفع الظلم والاعتداء على الوطن أو الأمة العربية ، ودحر قوى الإرهاب والتطرف.

3- أن الجيش المصري له خصوصيات كثيرة، نذكر منها :
1- أنه يعمل في كل الاتجاهات.. يد تبني ، وأخرى تحمل السلاح ، فهو جيش بناء ، يسهم بقوة في التنمية ، سواء في التنمية العامة والمشروعات الكبرى، أم في تنمية وتطوير منشآته ومعداته وتسليحه وتدريب أفراده، في اعتماد كبير على الذات والقدرات الخاصة ، حتى في أصعب الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد.

2- اللحمة الكبيرة بين الجيش والشعب والتي تشكلت وبنيت على الثقة المتبادلة والتاريخ الوطني الكبير لهذا الجيش، وهو أنه لم يكن يومًا ما في مواجهة شعبه ، إنما كان دائمًا وعلى طول الخط في مصلحة شعبه ووطنه ودون أي حسابات أو اعتبارات أخرى.

3- أنه لم يعتمد عبر تاريخنا الطويل وفي أي مرحلة من مراحل تكوينه على المرتزقة ، إنما يعتمد على البنية الوطنية الصلبة ، فهو جيش وطني بامتياز ، ولم يقم على الإغراء المادي لمنتسبيه أو مجنديه، إنما بني على العقيدة الوطنية وعلى الرغبة القوية في الذود عن حياض الوطن والوفاء بواجبه ، فقد أسس على إيمان وعقيدة وطنية سليمة وعلى لحمة وطنية دون أي تفرقة بين أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين ، فنحن جميعًا مصريون وطنيون.

واستطرد قائلا: تجسدت هذه الروح في إصرار من يصاب من أبنائه في مواجهة الإرهاب على العودة مرة أخرى إلى صفوف المواجهة ، ذلك لأنهم أصحاب قضية وطنية من جهة ، وأنهم تربوا في مدرسة الوطنية من جهة أخرى.

وأوضح الوزير أن كل ذلك يستدعي مساندة هذا الجيش من جهة، وتوجيه التحية والتقدير لكل أفراده وقياداته ومن ربوا أبناءه على هذه الروح من جهة أخرى.
الجريدة الرسمية