«ذكريات النصر».. اللواء حاتم محمد منير: الإشارة «عصب» معارك التحرير
اللواء حاتم محمد منير، أحد أبطال سلاح الإشارة، كغيره من أبناء جيله، لعبت نكسة الخامس من يونيو الدور الأهم في تعديل مسار حياته، حيث كان يحلم بالعمل في أحد المصانع الحربية، للمشاركة في الملحمة التي بدأتها مصر – وقتها – في تصنيع الأسلحة، غير أن هزيمة «يونيو» كان لها رأى آخر.
اللواء «حاتم» بدأ حديثه عن الأيام التي سبقت انضمامه إلى الكلية الحربية بقوله: كنت طالبًا في «تكنولوجيا حلوان» وذلك قبل الالتحاق بالكلية الحربية، وكنت أعشق مجالي، وأتطلع إلى التخرج والالتحاق بأحد المصانع الحربية التي تصنع أحدث الأسلحة في ذلك الوقت، لكن تبدد أملى عندما حدثت نكسة 67، وكانت نكسة بكل المقاييس، لأنها هزمت الجيش الذي كان يعشقه الشعب.
لكن كما يقولون «رب ضارة نافعة» فالهزيمة لحقت بالمعدات وربما بالخسائر في الأرواح، لكنها لم تهزم إرادة المصريين ورغبتهم في استعادة مكانتهم التي كان يحلمون بها، وأضاف: عندما أعلنت القوات المسلحة عن فتح باب القبول لدفعة استثنائية تسابق كل المصريين للالتحاق بالكلية الحربية، وتقدمت فورًا للانضمام لصفوف القوات المسلحة، من أجل الدفاع عن الوطن، والمشاركة في استرداد سيناء من المحتل الإسرائيلي بعد حرب يونيو 1967، والتحقت بالكلية الحربية في يوليو من عام 1967، وتخرجت في 3 فبراير من عام 1969، تخصص سلاح الإشارة.
وعن مشاركته في حرب الاستنزاف، قال اللواء «حاتم»: سلاح الإشارة يعتبر«عصب المعركة»، فمهمته كانت تأمين عملية بث واستقبال وإرسال الإشارة بين القيادات والضباط، ومواجهة «شوشرة» العدو على الترددات المصرية، وإعاقتها عن طريق المناورة بالترددات المختلفة، وبحمد الله نجحنا في ذلك طوال حرب الاستنزاف.
وأكمل: سلاح الإشارة بدأ عمله أثناء الضربة الجوية الأولى، في حرب أكتوبر 1973، فتم استهداف مركز الإعاقة والشوشرة ومركز الاتصالات والسيطرة، وذلك في منطقة «أم خشيب» في سيناء، وتم حرمان العدو الإسرائيلي من أن يُعيق الوصلات اللاسلكية المصرية، وأثناء حرب أكتوبر لم ينقطع أو يفقد اتصال واحد بين الضباط ومرؤوسيهم، وكان ذلك نجاحا كبيرا للقوات المسلحة المصرية، ويتذكر اللواء حاتم أبرز المهام التي كُلف بها خلال حرب النصر.
وقال: أهم المهام التي كلفت بها، وتعتبر أهم اللحظات الفارقة في عملي بسلاح الإشارة، المشاركة مع المجموعة 39 في ثلاث عمليات، وذلك في منطقة شمال خليج السويس (بلاعيم، الطور، وأبورديس)، حيث كنت ممثلًا لمنطقة البحر الأحمر، كما أنني كنت حلقة وصل بين المجموعة والأهداف الخاصة بها في سيناء وبين القيادة العامة للقوات المسلحة، وكل هذه العمليات نجحت وكبدت العدو خسائر فادحة في المعدات والأفراد، ومصر كانت تعاني من عدم امتلاك أجهزة إشارة متقدمة، لأن الغرب كان يمنع عنا الكثير، لكننا نمتلك حاليا أحدث المنظومات العالمية، بما يسهم في دعم قدرات القوات المسلحة القتالية ويجعلنا قوة ردع، وليست دفاع، وهذا كان حلم عبد الناصر وحلم جيلي وقتها، والحمد لله ربنا أعطانا العمر لنري هذا الحلم يتحقق على أرض الواقع.
"نقلا عن العدد الورقي..."
