رئيس التحرير
عصام كامل

"انقلاب" عسكري في الولايات المتحدة!


فجأة يدخل "البنتاجون" على خط الأزمة بين الكونجرس والرئيس الأمريكي "ترامب"! "البنتاجون" يؤكد في بيان له أمس استعداده للتعاون مع الكونجرس في بحث كل ما يتعلق بإجراءات عزل الرئيس "ترامب"!


ماذا يجري إذن في الولايات المتحدة؟ الكونجرس تمنحه القوانين الأمريكية صلاحية محاسبة الرئيس فما علاقة "البنتاجون"؟ وماذا لو رفض الرئيس الأمريكي الذي هو الرئيس الأعلى للجيش الأمريكي هذا التدخل؟ ماذا لو أقال "ترامب" وزير الدفاع بسبب ذلك؟ فإلى أين ستصل الأزمة؟!

المتحدث باسم البنتاجون "جوناثان هوفمان" قال أثناء مؤتمر صحفي قبل ساعات إن المجلس القانوني في الوزارة أمر جميع مكاتب وزارة الدفاع بتسليمه كل الوثائق والمحفوظات ذات الصلة، من أجل أن تتم أرشفتها ومراجعتها، كما أكد المسئول الأمريكي أن هذا القرار اتخذ كإجراء استباقي وليس بضغط من الديموقراطيين في الكونجرس الذين يقومون بتحقيق لعزل "ترامب"! أي بإجراء مستقل داخل وزارة الدفاع الأمريكية!!

القصة لمن لا يعرف بدأت بعد تسريب جهة مجهولة لمحتوى اتصال هاتفي بين "ترامب" والرئيس الأوكرانى "فلاديمير زيلينسكي" جرت في 25 يوليو الماضي، وقال التسريب إن "ترامب" طلب في الاتصال من نظيره الأوكرانى إجراء تحقيق بشأن "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكى السابق "باراك أوباما"، والمرشح الديمقراطى أمامه في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، والخصم السياسي الرئيسى لـ"ترامب" بما قد يمهد السبيل طبعا للأخير لإعادة انتخابه لولاية جديدة!

الديمقراطيون بالكونجرس اعتبروا أن المحادثة حملت طلبا من رئيس أمريكى لرئيس أجنبى بالتدخل في شئون الولايات المتحدة للتأثير الاستباقي على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما دفعهم لبدء إجراءات فتح تحقيق برلمانى مع "ترامب" بهدف عزله من منصبه واعتبار ما جرى فضيحة كبيرة تستحق أن يغادر "ترامب" منصبه، بينما "ترامب" ينفي الواقعة.. لكن من هي الجهة التي سربت الاتصال؟

هل الأمر عقاب لـ"ترامب" لامتناعه عن ضرب إيران؟ أم لمزيد من الابتزاز له وترتيب ولايته الثانية كلها من الآن، بمطالب وسياسات محددة؟! إلى أين يتجه العالم في الولاية القادمة لـ"ترامب" أن صح ما نتوقعه؟!
الجريدة الرسمية