ما قاله عصام كامل عن سليمان الحكيم قبل رحيله: معارض وطني خالص.. حمل على عاتقه حلما لبلاد طالما عشقها.. قضى سنوات عمره ثائرا في مواقفه مؤمنا بناصريته.. وعبر عن عروبته فعشق دمشق وذاب في هوى قاهرة المعز
توفي منذ قليل الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، بعد صراع طويل مع المرض، حيث أعلنت ابنته إسراء خبر وفاة الراحل عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس" بوك".
وسادت حالة من الحزن بين جمع الصحفيين عبر صفحات مواقع التواصل حيث أكد الجميع على أن الراحل كان يتمتع بقلم مميز وتاريخ ناصع بالبياض في بلاط صاحبة الجلالة، وأنه يحق أن يطلق عليه "آخر الرجال المحترمين".
وفي سياق متصل كان الكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير موقع وجريدة "فيتو" قد تذكر الفقيد وخصه بمقالة له الشهر الماضي تحدث فيها عن رحلة "الحكيم" مع عالم الصحافة وأبرز المحطات التي مر بها، وعن العلاقة الخاصة التي كانت تجمعه بالشباب وحبه لهم.
وافتتح رئيس تحرير "فيتو" مقالة بقوله "بين أمل الحياة وقبضة الرحيل، يرقد "سليمان الحكيم" على فراش المرض، يقاتل كما عهدناه، من أجل أن يبقى بين تلامذته وأبنائه وأحبابه وأصحابه، لم يقصر أبدا في حقهم في رحلة الحياة القاسية، و"سليمان الحكيم" الصحفي الدءوب، والكاتب المتميز، والإنسان الأرقى، هو واحد ممن حملوا على عاتقهم حلما لبلاد طالما عشقها، عشقها في المنفى، وعلى ضفاف البحيرات المرة في فايد، وبين دهاليز ودروب العاصمة المتخمة بأوراق الصحف وأحبارها وزيوت مطابعها".
وأضاف: "الحكيم" قضى سنوات عمره حكيما في سطوره، ثائرا في مواقفه، مؤمنا إيمانا مدهشا بناصريته التي استمسك بها، رغم نقده اللاذع لمن يسميهم بالمتكسبين من عباءة "ناصر"، قدم أعمالا صحفية نادرة، وكم من ليال حبس فيها نفسه بين الورقة والقلم، ليصدر كتابا أو يضع سلسلة، أو يكتب حلقات عن قضايا كانت في حينها قمة الشاغل الوطني، وأحد هموم الناس، وحلم الأجيال الجديدة.. لم يضعف يوما، ولم يتاجر، ولم يتكسب إلا قوت يومه، وكان ولا يزال راضيا.
وتابع: كتب في كبريات الصحف، ودعم شبابا أصدروا صحفا تحت السلم، وعاش طوال عمره صديقا لشباب، كان أفضلهم يعتبر نفسه محظوظا لأنه صافح "الحكيم"، عاش حياة المتواضعين والزهاد، ولم يحلم في يوم من الأيام بالأملاك ولا بالأطيان، فلم يهن ولم يضعف، ولم يكتب إلا ما تصور أنها سطور تقطر من دمه، قيمة زاهية تنفع الناس، خاض معارك كثيرة، كان فيها فارسا نبيلا، ولم يطعن من الخلف أبدا.
واختتم المقال بقوله: "عشق دمشق، وذاب في هوى قاهرة المعز، فكان نتاجا دمشقيا قاهريا، عبر عن عروبته وإيمانه المطلق بأننا وطن يستحق ما هو أفضل.. نسج قصصه الصحفية، وحكايات ترحاله بمعاناة، تكاد تنطق بها سطور تعيش وتنبض وتتفاعل وتحرك مياها راكدة في بحر السياسة، وكان معارضا وطنيا خالصا، لم تحتفظ جدران بيته بدقيق يكفى صغاره ليوم غير الذي يعيشه.. عاش ولا يزال نموذجا قلما جاد الزمان بمثله.. ادعوا معى لرجل وهب حياته لبلاده.. اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما.. آمين.